“كورونا” أم الخلافات.. التأجيل يطارد القمة العربية في الجزائر؟

سعي النظام الجزائري إلى إقحام “مواضيع خلافية” وإحراج أطراف عربية أهم معيقات التنظيم

 
كما كان متوقعا، أعلنت الجامعة العربية عن تأجيل قمة الجزائر التي كان يفترض تنظيمها شهر مارس المقبل، وقال حسام زكي، الأمين العام المساعد لجامعة الدول العربية السفير حسام، قد أكد أنه تقرر تأجيل القمة بسبب فيروس كورونا، إلا أنه بالنظر إلى جدول أعمال القمة والتحركات الجزائرية الأخيرة، لمناقشة قضايا بعينها، جعلت العديد من المراقبين يعتبرون أن السبب الرئيسي للتأجيل هو الانقسامات الداخلية، وعدم الاتفاق على تاريخ محدد.
وكان حسام زكي قد قال أمس في تصريح صحفي: “إن القمة العربية الحادية والثلاثين المرتقبة بالجزائر لن تعقد قبل شهر رمضان الذي سيحل على الأمة الإسلامية في بداية شهر أبريل المقبل”، مضيفا أنه من المقرر الإعلان عن موعد عقد القمة العربية خلال الاجتماع المرتقب لوزراء الخارجية العرب، في التاسع من مارس المقبل.
وأشار الأمين العام المساعد لجامعة الدول العربية إلى أنه في ظل الظروف الصحية الحالية، فإن تاريخ انعقاد القمة خاضع للمشاورات بين الأمين العام لجامعة الدول العربية من جهة، وللجانب الجزائري من جهة أخرى، وذلك للوصول إلى موعد محدد يناسب جميع الأطراف، وهذا لضمان مشاركة أكبر عدد ممكن من القادة العرب.
ورغم محاولة التواري وراء الظروف الصحية ذريعة لتأجيل القمة، إلا أن مراقبين يعتبرون أن هناك أسباب أكثر وجاهة لذلك، من أهمها سعي الجزائر إلى “فرصة لإصلاح جامعة الدول”، بما يتماشى ورؤيتنا للعمل العربي المشترك”.
لكن هذا الهدف “النبيل” في ظاهره، يستبطن حسب بعض المراقبين “نية تصفية حسابات” مع جهات بعينها، وسعي الجزائر إلى محاولة لعب “دور ريادي” على حساب دول أخرى، طالما لعبت دور “الأخ الأكبر” بين الدول العربية.. معتبرين أن عبارة “فرصة الإصلاح” يضرب بالأساس جهودا سابقة لرأب الصدع بين العرب، ويستبطن عدم اعتراف بها.
أما السبب الثاني للتأجيل، حسب المراقبين، فهو التخوف من أن تزيد قمة الجزائر في توسيع هوة الخلافات العربية، بسبب محاولة النظام الجزائري إقحام مواضيع “خلافية” أو ذات حساسية، كالتطبيع والملف السوري، وهي القضايا التي يقول المراقبون جعلت الأمانة العامة لجامعة الدول العربية تتبنى مبدأ التأجيل، خوفا من تخلف العديد من الدول عن الحضور بسببها.
فعودة سوريا إلى الجامعة العربية مثلا مازال موضوعا خلافيا لم يتم حسمه بعد، إلا أن الجزائر تحاول جعله أمرا واقعا خلال هاته اللقمة، إذ سبق لوزير الخارجية الجزائري رمطان لعمامرة أن قال إن جلوس سوريا على مقعدها في الجامعة العربية سيكون خطوة متقدمة في عملية لم الشمل وتجاوز الصعوبات الداخلية.
إضافة إلى السببين السابقين، يقفز “الخلاف الجزائري-المغربي” المصطنع من طرف قصر المرادية إلى سطح ذرائع التأجيل.. خصوصا في ظل التصعيد الجزائري غير المفهوم تجاه المغرب، ومحاولة “صنع” الأسباب للتحرش به.
ولا يستبعد المراقبون أن تكون الجزائر نفسها وراء التأجيل، بسبب مخاوفها من عدم تحقق المساعي من وراء تنظيم القمة، كعودة سوريا وإدانة التطبيع، وه ما سيعتبر فشلا ذريعا للمناورات الدبلوماسية للجزائر.

شارك المقال
  • تم النسخ

تعليقات ( 0 )

اترك تعليقاً

1000 / 1000 (عدد الأحرف المتبقية)

المقال التالي