كان رئيس الحكومة السابق صادقا حين نسي ذات مرة أن الميكرفون مفتوح ليقول في منصة الاحتفال بفاتح ماي أن النقابات “مشات و جات و مادات من الحكومة والو”.
اليوم، ومن جديد تكبدنا عناء متابعة الاحتفالات الباهتة التي أصبحت بعض النقابات تتورط فيها كل فاتح ماي، مع ما يرافقها من خطب ميتة لعدد المتقاعدين الذين ودعوا العمل قبل انهيار حائط برلين، ومع ذلك لازالوا ينصبون أنفسهم ولاية بعد أخرى على رأس نقابات تستعين بالبلبطحية والهراوات والكلاب في مؤتمرات العهدة الرابعة والخامسة.
وجوه ترقد على ثروات، وممتلكات بالملايير، مقابل استمرارها في بيع الوهم والكلام عن النضال وحقوق الشغيلة.
كل ذلك بفضل قبعة النقابة التي صارت في هدا الزمن الرديء أصلا تجاريا يمكن صاحبه من الارتقاء السريع ماديا، واجتماعيا، ومن إبرام الصفقات تحت الطاولة وفوقها.
كما يمكنه من مجاملة الدولة والحكومة بأجور الموظفين وحقوقهم، مقابل إبقاء قانون النقابات في الثلاجة حتى لا ينكشف حجم الفساد اللذيذ الذي يغرفون منه
هنا لابد من العودة لتصريحات العثماني التي تعهد فيها بوعود غليظة دون أن يلتزم بها حين قال أن ” زمن الفساد، والتسيب المالي داخل النقابات يجب أن ينتهي، وأن هذه الأخيرة ستصبح ملزمة بتقديم ما يثبت أوجه صرف الدعم التي تحصل عليه من المال العام “.
كلام العثماني يجب أن ننساه ،وأن نذكر أمواتنا السياسيين بالخير.
لكن بالمقابل ومع مناسبة فاتح ماي يجب أن نركز على الطالبي العلمي، وأن نجمع الكثير من الحجارة منذ الآن بعد أن أطلق في وجهنا تصريحه الشهير الذي قال فيه “غنعطيو 2500 درهم زيادة للمواطن المغربي وإلى ماشدهاش يجري علينا بالحجر”.
الاحتفال يجب ان يكون بالإنجازات ، لا الإخفاقات والصدمات والفواجع والمشاكل، التي عشناها بسخاء على عهد حكومة اخنوش.
الأرقام الرسمية حول عدد الأسر المتضررة، وعدد مناصب الشغل التي ضاعت، كافية لمسح طبقات الصباغة الوردية التي يفرط المسؤولون في استعمالها.
كما أنها كافية لجعل أشد المشككين يقتنع بأننا نقف على رجل واحدة فقط، وأننا بحاجة لبناء اقتصاد حقيقي وشفاف، وتنزيل سياسات اجتماعية عادلة، تضمن التصدي للعوامل التي تزيد في وثيرة إنتاج الفقر الذي يجثم على ستة ملايين أسرة.
كنا نتمنى أن تقتنع النقابات بموتها وأن تكتفي خلال فاتح ماي بحفل تأبين عن بعد لتجنبنا مرارة معاينة قيادات حزبية من الأغلبية والمعارضة، ووزراء في الحكومة، وهي يتزاحمون فوق المنصة.
يفعلون ذلك للتنديد بالسياسات العمومية والغلاء والفقر و”الحكرة” والفساد في فصام يستخف بعقول الناس، ويعمق كفرهم بالساسة والنقابيين
تعليقات ( 0 )