أضاع المدرب الشاب عادل رمزي فرصة تسجيل اسمه في سجل صانعي إنجاز مونديال قطر الغير مسبوق عربيا و إفريقيا، بسبب التزامه مع إيندهوفن الهولندي ، ومع ذلك لم يفقد بوصلة طريق العودة لبلده المغرب .
أصر فوزي لقجع مهندس نهضة الكرة المغربية، داعم الأطر الوطنية على عودة رمزي و انخراطه في مشروعه ،ليقينه بقيمة الرجل و بزاده الثمين من سنين التكوين العالي الصحيح ، وبعدما تعذر على ابن البهجة مجاورة المنتخب الأول احترم لقجع التزامه وترك له باب العودة مفتوحا كقائد أول لأحد المنتخبات الوطنية ، إذ كان مرشحا لقيادة المنتخب الأولمبي الذي سيشارك في أولمبياد باربس 2024.
وطوال سنوات الغربة التي تحمل رمزي مرارتها بهدف العودة لأحضان بلده ومنح كرته الإضافة ، تسلح بالعلم و المعرفة و تكون على أعلى المستويات وجاور كبار المدربين ،وذلك طبعا بعدما ختم مشواره الكروي اللامع الذي تنقل خلاله بين إيطاليا ، قطر وهولندا التي كان المقام فيها طويلا حيث تشبع بفلسفتها الكروية و خاض تجارب ناجحة رفقة ناديه إيندهوفن ، الذي وضع فيه الثقة كمؤطر ومدرب مساعد للفريق الأول ، ومدرب رسمي للفريق الرديف مشتلة الفريق الأول فكان مساهما في تكوين جيل موهوب وفي مقدمته النجم الجديد للكرة المغربية إسماعيل الصيباري .
ولأن العودة للمغرب كانت مسألة وقت درس خطوتها جيدا ، وبعد توصله بعرض الوداد فريق الألقاب و الأمجاد ، رحب و لم يغلب أبدا الجانب المادي لأن هاجسه الكبير هو الأرضية التي تربتها خصبة صالحة للعطاء و لزرع فلسفته و فكره ، ولأن يحسب للوداد منح الفرصة للأطر المغربية للتألق فتح أبوابه لإطار شاب شفعت له شواهده وتكوينه العالي بدخول بنجلون قلعة النجوم و إن كان بدون رصيد تدريبي في الدوري المحلي والإفريقي الغير غريب عنهما.
طاردته لعنة البداية لحاجته للوقت الذي لا يرحم ليقنع الجميع بفلفسته و ليتأقلم معها لاعبوه ، شارك في كأس الملك محمد سلمان كمحطة لجس النبض ولبداية تطبيق فكره ، ليدشن بداية ظهوره في الدوري الاحترافي ” إينوي ” بهزيمة أمام الفتح الرباطي ، لم تزعزع ثقة الرئيس سعيد الناصيري في مؤهلات المدرب الجديد المصر على تطبيق هوية الكرة الشاملة ، التي تعتمد على الاستحواذ و استغلال إمكانيات كل لاعب ، فوضع سريعا يده على موطن الخلل ورمرم دفاعه بالثقة في الثنائي أمين أبو الفتح و جمال حركاس لتأتي النتائج المطمئنة و يبرز بشكل جديدالظهير الأيمن أيوب العملود الذي أضحى أكثر فاعلية من المهاجمين في الشق الهجومي بتسجيل الأهداف الحاسمة عجلت بدعوته للمنتخب الأول .
لم تتوقف النتائج الجيدة لرمزي الطامح للمزج بين الأداء و النتيجة على الواجهة المحلية فقط بل شملت حتى الإفريقية بالتأهل لدور مجموعات العصبة الإفريقية عن جدارة و استحقاق إلى جانب الظهور المشرف في أول نسخة للمسابقة الجديدة السوبر ” ليغ ” الإفريقي التي قاد فريقه للمشهد الختامي و ينافس صن داونز على أول لقب ، وذلك بعد امتحان حقيقي أظهر من خلاله أنه من طينة الكبار ، وحطم رقما سيسجله التاريخ باسمه كأول مدرب مغربي للوداد يهزم الترجي ذهابا و إيابا و ينتزع بطاقة المرور للنهائي من أنياب النسر التونسي من قلب ملعب ” رادس ” الذي لعنته طاردت الوداد طويلا .
وببداية جني رمزي لثمار غلة تكوينه وفكره جلب أنظار الإعلام العربي الذي قال إنه “غوارديولا” المغرب فيما أطلق عليه الجمهور لقب الفيلسوف لفلسفته الكروية الشاملة التي تبحث عن الحلول و توفر أكثر من طريقة ومفتاح للفوز و النجاح ، فقد وقع على شهادة ميلاد مدرب بهوية جديدة، مدرب سيقول كلمته و ينضاف لقائمة المميزين وليد الركراكي ، و لحسين عموتة و قاسمه معهما الوداد البوابة الحقيقة نحو التألق و المنتخبات الوطنية.
فهنيئا للوداد بمدربه الذي نتمنى أن يصل للبوديوم الإفريقي … وهنيئا للكرة المغربية بابنها البار الذي لم ينكر فضلها وسيطربها و يمنحها الإضافة التي يبحث عنها لقجع و المغاربة .
تعليقات ( 0 )