حكومة أخنوش.. 100 يوم “عجاف”

وعود الانتخابات تتبخر في أولى أسابيع التدبير

 
وسط غياب اللمسة السياسية، تقترب حكومة عزيز أخنوش من استكمال 100 يوم على تعيينها، دون أن تبصم على حصيلة قرارات نوعية قد تشكل عناوين كبرى لمرحلتين فاصلتين في تدبير الشأن العام.
منذ صعود عزيز أخنوش إلى رئاسة الحكومة، وتعيين الفريق الوزاري الذي سيتولى تسيير شؤون المغاربة، دخل الجهاز التنفيذي في سلسلة من القرارات العشوائية التي زادت من حدة التوتر وخلفت مناخ تشكيك حول قدرة الحكومة الحالية على تحقيق التغيير المنشود.
فبعد 10 سنوات من التدبير بقيادة حزب العدالة والتنمية، والتي لم تكن في مستوى تطلعات وآمال المغاربة، لازال فريق عزيز أخنوش يحافظ على نفس الوتيرة، في غياب أي إشارات واضحة على طي صفحة من التسيير، وبداية مرحلة جديدة بقيادة حكومة الكفاءات.
في عدد من محطات التوتر، بدت الحكومة غائبة من الناحية السياسية..فضعف تواصل عدد من وزرائها مع الرأي العام، مقابل اتخاذ قرارات فجائية يتم تبريرها لاحقا، خلق مناخا من عدم الثقة، باعتراف عدد من الفاعلين والمراقبين.
وإذا كان المغاربة يتطلعون إلى قرارات حاسمة في عدد من الملفات، ومنها أسعار المواد الغذائية والمحروقات المشتعلة، وقضايا التعليم والصحة وتخفيض معدلات البطالة وغيرها من القضايا الحارقة، فقد اختارت الحكومة سياسة الهروب إلى الأمام..تارة بالتبرؤ، وتارة أخرى بإنزال قرارات مثيرة للجدل في غفلة عن الجميع.
في المقابل، حاولت الحكومة أن تضع بعض لمساتها الاجتماعية في ملفات بعينها، كما هو الحال بالنسبة بصندوق المقاصة حيث تم إسقاط خطة حذفه التي كانت الحكومة السابقة قد وضعتها، أو ما يتصل بتسوية ترقيات الموظفين من خلال رصد 8 مليارات درهم.
ورغم ذلك فطريق الحكومة لن يكون مفروشا بالورود. فقد ترك الفريق السابق مجموعة من الملفات الحارقة التي تستلزم قرارات حاسمة.. من التعاقد في التعليم، إلى ملف أسعار المحروقات والمواد الغذائية، والحسم في عدد من مشاريع القوانين الملحة، فضلا عن استعادة التوازنات الاقتصادية وإيجاد بدائل حقيقية لتشغيل الشباب.
إكراهات وتحديات تجعلنا نتساءل عن قدرة الحكومة على مواجهتها، بعد حوالي 100 يوم “عجاف” قد تكون عنوانا لمرحلة ابتغاها المغاربة نقطة فاصلة مع مرحلة سابقة كانت فيها الطبقات المتوسطة والفقيرة أكبر متضررة من قرارات حكومة الحزب الإسلامي.

شارك المقال
  • تم النسخ

تعليقات ( 0 )

اترك تعليقاً

1000 / 1000 (عدد الأحرف المتبقية)

المقال التالي