“فايننشال تايمز”: المغرب يسخر بنوكه للتوسع في إفريقيا

يقود المغرب منذ العقد الماضي حملة توسع كبرى عبر بنوكه في اتجاه دول الغرب الإفريقي الناطق بالفرنسية وإفريقيا الوسطى، ويندرج بنكان مغربيان (التجاري وفا بنك/ لبنك الشعبي) ضمن قائمة أكبر عشرة بنوك في إفريقيا، وفقا لمقاييس قوة رأس المال، تقول “فايننشال تايمز” البريطانية.
وتضيف أن جائحة كورونا عززت موقع المقرضين المغاربة في إفريقيا وجعلتهم يربحون أكثر، من خلال الاستخدام المتزايد لنقل الأموال عبر الهاتف المحمول، الذي يعتبر توجها رئيسيا في نشاط البنوك المغربية بإفريقيا في زمن جائحة كورونا.
في حين، يعتقد الخبير الاقتصادي العالمي في “فيتش سوليوشينز”، جون أشبورن، أن سياسة البنوك المغربية المتمثلة في تنويع أسواقها بالقارة الإفريقية ساعدتها على تخفيف الضربة التي ألحقها كوفيد19 بالمجال المصرفي.
ويعتقد المصرفيون والمحللون أن الاختراق المصرفي المنخفض نسبيا في غرب إفريقيا، وتطور التحويلات المالية عبر الهاتف المحمول يعود بالخير على المقرضين المغاربة الذين يؤسسون موطئ قدم بالمنطقة.
ووفقا لما جاء في تقرير “فايننشال تايمز”، فإن “18 دولة من أصل 32 ينشط فيها “البنك الشعبي” عبر العالم تقع في إفريقيا جنوب الصحراء الكبرى، كانت آخرها الفروع الجديدة التي افتتحها البنك في الكاميرون والكونغو ومدغشقر خلال الربع الأخير من عام 2019، وساهمت الوكالات التابعة للمجموعة بنسبة 18% من القروض في مناطق نشاطها بالدول الإفريقية نهاية عام 2020″.
وكانت مجموعة “التجاري وفا بنك” أول المبادرين للحصول على ترخيص مصرفي للعمل في السنغال عام 2005. وتنشط المجموعة الآن في 25 دولة، معظمها في منطقة إفريقيا جنوب الصحراء الكبرى، وتنتشر وكالاتها بشكل خاص بالكوت ديفوار ومالي والجابون والكاميرون.
ونقلت “فايننشال تايمز” عن المديرة الإدارية لأبحاث الأسهم في البنك الاستثمار “إي إف جي هيرميس”، الذي يركز على دراسة الأسواق الناشئة “إيلينا سانشيز كابيزودو”، قولها إن “توسع البنوك المغربية في القارة السمراء كان له تأثير كبير للغاية من حيث تنويع قاعدة إيراداتها وقاعدة أصولها وصافي الدخل”.
وأوضحت “سانشيز” أن “السوق المصرفية في المغرب سوق منخفض النمو نسبيا، لذلك كان التوجه إلى إفريقيا هو الشيء الصحيح الذي يجب فعله”.
وفي نظر “فايننشال تايمز”، تلعب هذه البنوك كلها دورا في تمويل الدفع الاستثماري المنسق للمغرب في منطقة إفريقيا جنوب الصحراء.
وتعود أسباب هذا التوغل، حسب تحليلها، إلى الروابط اللغوية المغربية الإفريقية وواقع ارتباط “عملة فرنك غرب إفريقيا” المستخدمة في 8 بلدان في المنطقة باليورو الأوروبي.

شارك المقال
  • تم النسخ

تعليقات ( 0 )

اترك تعليقاً

1000 / 1000 (عدد الأحرف المتبقية)

المقال التالي