المصارع المغربي الذي أرهق الشرطة البريطانية بعد السطو على 60 مليار

فسحة الصيف

اعتبر العقل المدبر لسرقة القرن و الغنيمة 53مليون جنيه استرليني

في 22  فبراير 2006 اهتزت بريطانيا على وقع عملية سطو مثيرة  نفذها أشخاص مقنعون واستهدفت  مخزن شركة لنقل الأموال ،الحصيلة كانت ثقيلة للغاية وبلغت  53 مليون مليون جنيه إسترليني وضعها الجناة في أكياس قبل أن يغادروا المكان على متن شاحنة .

مصالح الشرطة البريطانية التي حرصت على جمع أدق الأدلة من مكان الحادث طمعا في الحصول على خيط يقود إلى تحديد هوية المنفذين كانت تحت ضغط رهيب.

تحولت عملية السطو إلى مادة إعلامية دسمة في الصحف ووسائل الإعلام  التي سطرت عناوين كبيرة تصف ما وقع ب”سرقة القرن”.

اتضح لاحقا أن الجناة خططوا للسرقة بكل عناية واحترافية، بعد أن تنكر بعضهم في زي رجال الشرطة البريطانية، وقاموا باختطاف مدير شركة أمن مكلفة بنقل الأموال وهو في طريقه إلى بيته، كما تم لاحقا اختطاف زوجته وابنه الصغير من اجل إجباره على التعاون، قبل أن يتم اقتياده إلى مخزن ترقد فيه ملايين الجنهيات، وهناك أشهر الجناة أسلحتهم في وجه العاملين بالمناوبة الليلية وتكبليهم، والاستيلاء على المال قبل أن يتمكن أحد الرهائن من فك قيوده و إطلاق صفارة الإنذار ساعة بعد مغادرة الجناة.

 تتبع الخيوط

مجهودات الشرطة اصطدمت بحرص أفراد العصابة على عدم ترك أي أثر ورائهم، ليتم توسيع دائرة البحث مع الاستعانة بأحدث التقنيات. ركزت مصالح الشرطة البريطانية على جمع أكبر قدر من المعطيات حول ما إذا كان البعض قد عاين تحركات مريبة  في محيط مخزن الشركة أياما قبل وقوع الحادث، وكذا التدقيق في تحركات بعض  المتشبه فيهم ممن لهم سجل إجرامي في  مجال السطو، قبل أن يتم  اعتقال عدد من الأشخاص من بينهم سيدة تبلغ من العمر 31 سنة ومستخدم في نفس الشركة.

كما تمكنت الشرطة من  تعقب مكالمات هاتفية أكدت بالملموس أن الملايير التي اختفت من مخزن الشركة طارت من القارة الأوربية إلى المغرب، غير أن حجم المفاجأة سيكون أكبر بعد أن تأكد بالملموس أن العقل المدبر لسرقة القرن هو بطل معروف في رياضة المصارعة القفصية يدعى إبراهيم العمراني المعروف ب “لي موراي” و”كيج فايت”، يبلغ من العمر 29 سنة متزوج من بريطانية وله طفلة.

و في الوقت الذي كانت فيه الشرطة تجمع خيوط القضية كان منفذو العملية قد اقتسموا الغنيمة السخية التي ستجعلهم يعيشون حياة مترفة.

ووقع الاتفاق بينهم على أن يغادروا المكان، و يعيشوا لمدة حياتهم الطبيعية تفاديا لإثارة الشكوك، في حين قرر لي موراي وشريكه بول آلان وهو مصارع استعراضي الاتجاه إلى هولندا، ومن تم إلى المغرب كوجهة نهائية للاستقرار غير أن مذكرة صادرة عن الانتربول ستطارده.

 كوكايين وبذخ

لم يستطع لي موراي أن يهنأ بغنيمته من سرقة القرن طويلا.

مرافقته لعدد من البريطانيين المدمنين على الكوكايين وحياة البذخ التي  عاشها بعد وصوله إلى المغرب جعلته محط شكوك.

كما أن تصرفاته العدوانية والانفعالية جعلته يقع في أخطاء أظهرت أن يفتقد الاحترافية في الإجرام، وهو ما قاد لاحقا إلى اعتقاله من قبل مصالح الأمن المغربية بتنسيق مع الشرطة البريطانية يوم 25 يونيو2006 بالقرب من مجمع ميغا مول بحي السويسي الرباط، مع عدد من رفاقه رغم المقاومة التي أبدوها مستعينين باحترافهم للفنون القتالية.

بعد ذلك سيجد نجم المصارعة “لي موراي” نفسه في زانزنة داخل سجن الزاكي بسلا ، وهو ما جعله يفكر لاحقا في عملية هروب مثيرة أحبطت بمحض الصدفة، وكان نجاحها كفيلا بأن يضع السلطات المغربية في موقف محرج  للغاية، بعد أن رفضت  تسليمه إلى نظيرتها البريطانية، حيث أدلى دفاعه بوثائق رسمية  تتضمن عقود ازدياد وجواز سفر،  وهي الوثائق التي تشير إلى أنه ولد بسيدي افني، وأن جنسيته مغربية وهو ما يعني مثوله أمام المحاكم المغربية في حين تم تسليم شريكه بول الآن ذو الجنسية البريطانية.

يتبع

شارك المقال
  • تم النسخ

تعليقات ( 0 )

اترك تعليقاً

1000 / 1000 (عدد الأحرف المتبقية)

المقال التالي