كيف صنعت الدولة ثقوبا في جيوب المغاربة

 

دفنت الحكومة رأسها في الرمل وهي تعاين صراع آلاف الأسر مع لوبي التعليم الخاص.

هذا اللوبي الذي يحاول النصب على المغاربة من خلال تمديد الدراسة لشهر يوليوز، عبر أنشطة ترفيهية من أجل كسب الملايير “صحة”.

سلوك ليس غريبا على صقور هذا القطاع، ولنتذكر جميعا كيف هدد هؤلاء في عز أزمة كورونا باحتجاز الشهادات المدرسية، والوثائق الإدارية، قبل أن يذهبوا  أبعد من ذلك من خلال تهديد الدولة بإرباك الدخول المدرسي  وخوض إضراب وطني إن لم يفتح لهم صنبور المال العام.

لنكون منصفين، نعم هناك مئات المدارس الخاصة المواطنة التي  تؤمن بأن التعليم ليس سلعة وأن أبناء المغاربة ليس رهائن، كما أن جيوب أسرهم ليست مستباحة، لذا قطعت الشك باليقين، و أعلنت أن لا أداء في شهر يوليوز.

لكن بالمقابل هناك مؤسسات ضخمة بفروع عدة، تعود لأغنياء، ومليارديرات، وسياسيين وبرلمانيين، ووزراء ومقاولين، معروفين، ومنتخبين راكموا الثروة بعد أن كانوا معدمين. كل هؤلاء، وللمفارقة،  حملوا نفس “شهادة الضعف” ليتزاحموا مع المدارس التي تضررت فعليا من أزمة كورونا طمعا في أموال الدولة التي هي في النهاية أموال المغاربة.

هؤلاء هم الذين يحاولون اليوم، و دون خجل إبتزاز الأسر لدفع واجب شهر يوليوز بأسلوب النصب والاحتيال تحت غطاء الترفيه في تجاهل تام للظروف الحالية.

لم يكن لوبي التعليم الخاص ليصل إلى هذه السمعة السيئة لو أنه لم يتظاهر بالموت المالي ويرفع شارة الإفلاس  طمعا في الحصول على مال صندوق “كورونا”.

كما لم يكن ليجد نفسه في مواجهة مفتوحة مع الرأي العام لو بادر لكشف لوائح نسب الأداء التي قامت وزارة التربية الوطنية بتجميع معطياتها على عهد أمزازي، قبل أن تضرب عليها جدارا من السرية بضغط من هذا اللوبي التي تنكر لحقيقة أن الدولة أفرطت في تدليله لسنوات، وأنها قدمت له الدعم بصرف تعويضات للإجراء الذين تعامل معهم كحمولة زائدة في ذات الوقت الذي استخلص فيه الواجبات من الأسر.

كما لم يكن ليصبح موشوما بأسلوب الابتزاز لو تعامل بحس المواطنة مع الظروف الصعبة التي يجتازها المغاربة، عبر حل وسط بعيدا عن “تبياع العجل”،  و”قالب”  الأنشطة الترفيه التي ستكلف  بعض الأسر 2000 درهم في أسبوع فقط، قبل إعلان انتهاء الموسم الدراسي بعد استخلاص “الفلوس”.

سلوك الابتزاز والتهديد مرفوض، ويستدعي من الدولة إعادة النظر فعلا في الهدف من تمسكها بشراكة مؤذية مع هذا القطاع لأسباب لم تعد تخف على أحد.

شراكة  تقابل بالجحود و”تخراج العينين”  ولمن تخونه الذاكرة يمكن العودة لبيان التمرد الذي أصدره  هذا اللوبي  والذي أعلن فيه سقوط هذه الشراكة متهما الدولة بالتخلي عن الأسر  والمدرسين والاستثمار…؟

هاد  “الضسارة ” تجاوزت فعلا كل الحدود، واللوم على الحكومة التي بينها وبين الشعب واد كبير ..

كما أن اللوم على المغاربة الذين يكثرون من الشكوى  ويدفعون في صمت… بعد أن ساهموا في قتل التعليم العمومي بشعار “آش قريتونا.. قرد بقرة برتقال” ،

تعليم  بددت فيه الملايير في الصفقات الفاسدة، والوصفات المسمومة، والبرامج الفاشلة.

كل هذا لتهجير أبناء المغاربة نحو التعليم الخاص مقابل بيعهم وهم الجودة التي يراها البعض في بعض كلمات بالفرنسية…..

 

شارك المقال
  • تم النسخ

تعليقات ( 0 )

اترك تعليقاً

1000 / 1000 (عدد الأحرف المتبقية)

المقال التالي