أطلق مشروع تهيئة مارتشيكا سنة 2008من طرف الملك بغلاف استثماري إجمالي يناهز 46 مليار درهم، بهدف تحويل بحيرة مارتشيكا إلى فضاء للتنمية، و تطوير نموذج مثالي للتنمية على الضفة الجنوبية للبحر الأبيض المتوسط.
فكرة المشروع التي تقع على واحدة من أكبر البحيرات بالمنطقة المتوسطية، شبيهة إلى حد بمشروع تهيئة ضفتي نهر أبي رقراق، لذلك تم استنساخ نموذح تهيئة ضفتي الرقراق، إلى درجة أن نفس الموارد البشرية التي اشتغلت بوكالة تهيئة ضفتي نهر أبي رقراق، انتقلت للعمل بوكالة “مارتشيكا” لكن لعنة الإخفاق كانت قاسما مشتركا بعد صرف ميزانيات ضخمة دون جدوى.
هذا المشروع واجه فور إطلاقه عدة عراقيل، تتصل بعدم مراعاته لمطالب الساكنة، على إثر مرسوم نزع الملكية، الذي أتى على مساحات شاسعة بمناطق متعددة في محيط البحيرة، مما فتح النقاش حول مدى صدقية الدراسات القبلية، و التي غيبت الكثير من الإكراهات الميدانية.
صيغة نزع الملكية التي تم تنزيلها دون فتح حوار مع المعنيين بها، تسببت في تحول المشروع من فرصة استثمارية لتغيير وجه المنطقة، إلى كابوس يقض مضجع ساكنة إقليم الناظور والمناطق المجاورة، لا سيما أن قرار نزع الملكية هم مساحات شاسعة من أراضي الغير.
بعد ثلاث سنوات على إطلاق هذا المشروع، تحول من آمل للساكنة، وللحالمين بفرص استثمارية وفرص للعمل و الاستقرار، إلى صداع مزمن، بعد أن اصطدمت الوكالة بذوي الحقوق، و بالمجالس المنتخبة، على إثر تصميم التهيئة الذي أثار جدلا كبيرا.
ورغم حرص الوكالة على تبديد الكثير من المخاوف، من خلال سلسلة الندوات الصحفية، واللقاءات التواصلية مع ممثلي السكان والمنتخبين، إلا أن مشكل الوضعية العقارية ظل عالقا، إضافة إلى أن إطلاق المشروع في عز الأزمة المالية التي ضربت العالم، حاصر تمويل المشروع، ما فسر بطء وتيرة الأشغال.
والى الآن ، وبعد مرور 16 سنة مازال مشروع تهيئة مارتشيكا مجرد حلم يدغدغ مشاعر الساكنة، فكل ما تحقق هو بناء بعض الوحدات السكنية الفاخرة، وتهيئة جنبات البحيرة، وتأهيل كورنيش مدينة الناظور، وبناء وحدة فندقية مصنفة، و تأهيل البنية التحتية للمشروع، من خلال بعض التدخلات التي همت تنقية البحيرة، واعتماد بعض المعايير البيئية ذات التأثير المحدود، وهي إجراءات وخطوات لم تحقق الطفرة المنتظرة، ولم توفر فرص الشغل التي جاءت بها فكرة المشروع.
كما أن حجم الاستثمارات الخاصة مازال ضعيفا، علما أن إطلاق مشروع بحيرة مارتشيكا كان يروم إنعاش إقليم الناظور و المناطق المجاورة.
تعليقات ( 0 )