“النساك” ينتظرون استعادة زاويتهم بعد أن تحولت ل”براكة” قصدير

بعد سبعة قرون من الإهمال الذي حولها من معلمة تاريخية،  إلى كريان صغير يحتضن “براكة” مزودة بصحن لاقط، لازال الانتظار يلاحق الانتهاء من  مشروع بقيمة مالية تناهز 630 مليون سنتيم، من أجل إعادة الحياة لزاوية النساك بمدينة سلا .

الزاوية التي أنشأها السلطان المريني أبو عنان سنة 1356 ميلادية، والتي تقع بالقرب من مستشفى الرازي للأمراض النفسية والعقلية، وضريح سيدي بلعباس، بقيت مجهولة لدى جزء كبير من سكان سلا، بفعل الإهمال الذي سمح بأن تنبت بداخلها “براكة” قصديرية.

“براكة”  استغلها الحارس، كمقابل لعدم صرف أجرته ،لتتحول الزاوية إلى سكن خاص تم تزويده بالكهرباء، وجرس وضع على باب أثري عمره مئات السنين، قبل أن يتم ترحيل الحارس من المكان، استعداد للشروع في انطلاق أشغال رد الاعتبار لهذه المعلمة التاريخية.

المشروع يهدف لترميم هذه الزاوية التي تقع على بعد 500م شرق باب فاس خارج أسوار المدينة، والتي ذكرت كتب التاريخ أنها كانت من بين أجمل المنشآت المرينية بعد أن شيدها السلطان أبو عنان.

السلطان خصصها لإيواء الوافدين على المدينة من الغرباء والمنقطعين للعبادة وذوي الحاجة، وكذا أعيان الدولة و كبرائها ، وكذا بعض الشخصيات ممن يحلون ضيوفا على مدينة سلا.

غير أن الزاوية لم يتبق منها بفعل الإهمال سوى بعض الجدران، والمدخل الرئيسي الذي لازال يحتفظ ببعض الزخارف والنقوش، إضافة إلى آيات قرآنية اختفت الكثير من حروفها فيما إختفى باب إثري صغير بطريقة مجهولة.

وكانت عدة  فعاليات بمدينة سلا قد انتقدت في وقت سابق الحالة المزرية التي أصبحت عليها زاوية النساك، رغم أنها تعد واحدة من بين أهم المعالم التاريخية بالمدينة.

كما انتقدت إهمال المنتخبين الذي تعاقبوا على تسيير المدينة،  و وزارة الثقافة للزاوية التي أصبحت مهددة بالانهيار، قبل أن تقرر عمالة سلا على عهد عبد السلام بيكرات تبني المشروع.

المشروع  الذي انطلق في سنة 2018 كان مقررا أن تستغرق أشغاله في مرحلتها الأولى حوالي ثمانية  أشهر، من أجل صيانة  أسوار الزاوية، لكن الأشغال امتدت لأكثر من أربع سنوات.

وكانت الزاوية قد تضررت كثيرا من غياب الصيانة، وكذا من أشغال الترامواي التي استعملت فيها جرافات عملاقة، ما أدى إلى تضرر أساساتها الطينية بفعل الاهتزازات القوية.

المعلومات التاريخية عن هده الزاوية رغم شحها، تجعلها من أقدم الزوايا بمدينة سلا، حيث أنشأها السلطان المريني أبو عنان بهدف إيواء الوافدين على المدينة من الغرباء والمنقطعين للعبادة وذوي الحاجة، وكذا أعيان الدولة و كبرائها.

كما تذكر المصادر أن هذه الزاوية كانت من أبهج وأنزه المنشآت المرينية.

من حسن حظ الزاوية أن بابها الأثري لازال في مكانه، ولم تطله أيادي نهب التاريخ، في حين لقي باب صغير نفس المصير الذي لقيته عدة مدافع أثرية اختفت من أسوار المدينة لينتهي بها المقام، حسب بعض المصادر، في إقامات فاخرة لشخصيات بارزة..

شارك المقال
  • تم النسخ

تعليقات ( 0 )

اترك تعليقاً

1000 / 1000 (عدد الأحرف المتبقية)

المقال التالي