تعرضت مجموعة من المنقبين الموريتانيين، أمس الأربعاء، لإطلاق نار من طرف دورية عسكرية تابعة لجبهة البوليساريو، ما أسفر عن إصابة اثنين من المنقبين. وبحسب موقع ” صحراء ميديا” الموريتاني، فإن الموريتانيين كانوا ينقبون عن الذهب خارج حدود بلادهم، وتحديدا في منطقة “كليبات الفولة” العازلة التي يُفترض أنها منزوعة السلاح.
وكشف مصدر أمني موريتاني للموقع الإخباري المذكور، بأن الأمر يتعلق بتسعة موريتانيين، كانوا على متن سيارتين رباعيتي الدفع. وقد وصلوا جميعهم إلى بلدة افديرك (أقصى شمال موريتانيا)، حيث يوجدون في مخفر الدرك الموريتاني بالبلدة. وأضاف المصدر نفسه بأن المنقبين الموريتانيين التسعة تعرضوا لإطلاق النار، من طرف الدورية العسكرية التابعة لجبهة البوليساريو، بعد رفضهم الامتثال لأوامر الدورية لهم بالتوقف. وبأن أحد المنقبَين الجريحين إصابته خطيرة، فيما إصابة المنقب الآخر طفيفة.
وأكد المصدر نفسه بأن مسلحي البوليساريو استولوا عقب ذلك على معدات التنقيب، التي كانت بحوزة المنقبين الموريتانيين.
وبحسب الإعلام الموريتاني فإن هذا الحادث ليس فريدا، حيث سبق أن تعرضت مجموعات أخرى من المنقبين الموريتانيين من قبل للهجوم في نفس المنطقة، إثر مغامرتهم بالتنقيب “غير القانوني” خارج الحدود الموريتانية.
وللتذكير، يطرح التنقيب عن الذهب وتهريبه مشكلات أمنية واقتصادية وبيئية عويصة، عجزت السلطات الموريتانية عن احتوائها حتى الآن.. حيث يتم التسامح مع آلاف المنقبين الذين يُقَلّبون صحراء شمال موريتانيا، وحتى خارجها بسبب عدم وضوح الحدود. وليست البوليساريو وحدها من يُسيل الذهب لعابها، بل وأيضا الجماعات الإرهابية وعصابات الجريمة المنظمة بدول الساحل. وكانت تقارير أمنية غربية كشفت أن ما بين 60 و70 بالمئة من ذهب المنقبين الموريتانيين، يتم تهريبه كل عام إلى دول الساحل حيث تمول 3,5 طن منه الجماعات الإرهابية بكل من مالي والنيجر وبوركينا فاسو. وتقدر مصادر موريتانية بينها الدرك الوطني قيمة هذا التهريب بحوالي 300 مليون دولار، لا تستفيد منها خزينة البلاد شيئا.
تعليقات ( 0 )