تعثر ضخ الغاز الجزائري إلى إسبانيا 54 ساعة

بعد مرور شهر واحد فقط على إغلاق أنبوب نقل الغاز “المغرب العربي أوروبا”، العابر للتراب المغربي، بدأت تتحقق أولى هواجس إسبانيا من تعثر وارداتها من الغاز الجزائري. فقد عانت الجارة الشمالية على مدى 54 ساعة، من انقطاع لإمدادات الغاز الجزائري الوارد إليها عبر أنبوب “ميدغاز” العابر للمتوسط مباشرة بين البلدين، من بني صاف في أقصى شمال غرب الجزائر إلى ألمريا في أقصى الجنوب الإسباني.
فبحسب تحذير أصدرته شركة “إيناغاز” الإسبانية للطاقة، فإنها سجلت انخفاضا في صبيب الغاز الذي ينقله الأنبوب، ما بين منتصف ليلة الإثنين إلى غاية الساعة الرابعة من مساء الأربعاء الماضيين. وهو ما حمل الشركة الإسبانية على إعادة تقييم مستوى تطور إمدادات الغاز الجزائرية إلى غاية الأربعاء الماضي. وبحسب مصادر إعلامية إسبانية، فإن الشركة اعتبرت في تقرير تقييمي الوضعية “حرجة”، بسبب الضعف الشديد في الضخ، في وقت يكرر رئيس الوزراء الإسباني بأن إمدادات الغاز الجزائري “مضمونة”.
وكانت الجزائر طمأنت إلى أنها ستستمر في إمداد إسبانيا بالغاز، بعد قرارها عدم تجديد اتفاق تشغيل أنبوب “المغرب العربي أوروبا” في نهاية أكتوبر الماضي. لكن خبراء أسبانا حذروا من أن أنبوب “غاز” البديل، أقل سعة من وأكثر تعقيدا من الأنبوب العابر للمغرب، بسبب مرور الجزء الأكبر منه تحت البحر ما يعقد صعوبة صيانته ويرفع كلفة تصديره على الطرفين. بينما كشفت أصوات جزائرية معارضة بأن الاحتياطيات الجزائرية من الغاز تتراجع بشكل كبير، ومن المتوقع أن تبلغ في أفق العام 2030 مستوى سوف تعجز معه الجزائر تصدير الغاز، لأن ما ستستخرجه حينها بالكاد سوف يلبي حاجياتها الداخلية المتزايدة.
وبسبب تعثر الواردات الجزائرية من الغاز، حذرت شركات الكهرباء الإسبانية من أن انقطاعات محتملة للكهرباء سوف تشهدها البلاد خلال شهر يناير القام، في وقت تعيش أجواء شتاء قارس حل مبكرا هذا العام.
للتذكير، فإن إسبانيا تستورد قرابة 45 بالمئة من حاجياتها من الغاز من الجزائر. ومنذ إغلاق أنبوب “المغرب العربي أوروبا” في نهاية أكتوبر الماضي، تراجعت الصادرات الجزائرية وشهدت تعثرا في حجم ضخها.

شارك المقال
  • تم النسخ

تعليقات ( 0 )

اترك تعليقاً

1000 / 1000 (عدد الأحرف المتبقية)

المقال التالي