مدينة آسفي تتعرض لهجوم منقطع النظير على عمرانها التاريخي و”عمرانها” الإبن الذي يعتبر من الشخصيات التي بصمت في سجل التاريخ الثقافي كغيرها من المبدعين المغاربة.
ورغم بلوغه سنا متقدمة، كان إدمون عمران المالح يعتبر نفسه من الكتاب الشباب و ذلك لكونه أقدم على الكتابة بعد تقدمه نسبيا في السن.
ولقيت كتاباته ترحيبا كبيرا لدى النقاد لأنه راكم تجربة إنسانية كبيرة.
صحيح أن مدينة الصويرة تشكل جزءا من حياته، لكن مدينة اسفى شهدت مولده في أسرة يهودية ذات أصول أمازيغية كانت تقطن بزنقة النجارة بالمدينة العتيقة، و كان من المدرسين البارزين للفلسفة في فرنسا و مساهما بكتاباته في جريدة لوموند وظل مبدعا إلى أن غادر دنيانا، و قبل ذلك رجع ليستقر ببلده المغرب متنقلا بين الصويرة و أصيلة و مدن أخرى.
مدينة آسفي تخلت عليها نخبتها في لحظة سهو أو لضرورة المغادرة لأسباب حياتية أغلبها مهني ولكنها لم تفك الارتباط بها.
لقد زاد الأمر استفحالا حتى أصبحت آثار المدينة، التي تعرف بمدينة سيدي محمد بن عبد الله وأكثر المدن احتضانا للآثار البرتغالية و إحدى المدن التي تعايشت فيها الأديان السماوية الثلاث، في منطقة هشاشة لا تحسد عليها.
إنه مجرد قرار لمحو التاريخ و لدفن الذاكرة. دار ولادة عمران المالح مؤشر على الإهمال و أكبر منها الإهمال الذي يطال القلاع البرتغالية و الأحياء القديمة و التي صرفت عليها الملايير التي أوكل تدبيرها إلى من لا يمتلكون أدوات صنع الجمال.
دار ولادة عمران المالح يمكن أن تستغل ثقافيا و سياحيا و اقتصاديا مثلها مثل عدد من البيوت القديمة و الرياضات و الساحات مثل ما يحدث في مدينتي أصيلة و الصويرة اللتان تشبهان الشكل العمراني القديم لمدينة آسفي.
إنها الذاكرة الوطنية و الثراث الوطني الذي يناديكم انقدوا دار ولادة الكاتب المبدع ادمون عمران المالح. إذا تركنا القرار لمكاتب الدراسات لكل الدور الآيلة للسقوط بما فيها تلك التي تحمل ثقلا تاريخيا فسلام علي الثراث بقرار تقني لا يعرف أن هناك اختصاص علم في علوم الآثار اسمه الترميم.
تعليقات ( 0 )