ميديا 90..حان الوقت!!

عندما قررنا إخراج ميديا 90 إلى الوجود لتنضاف إلى المشهد الصحفي المغربي، ظلت العديد من الأسئلة تتراقص أمامنا، ولعل أهمها ما الذي يمكن أن نضيفه إلى مشهد فيه الكثير من الألوان والأصوات ورجع الصدى وخصوصا الأبواق التي يعلو ضجيجها عاليا ليحجب الرؤية ويحجب السمع ويحجب العقل، ويقود المتلقي إلى مساحات يراد لها أن تمتلئ بأعراض الناس وفضائح الأسر، وحميمية العائلات، وأعطاب المجتمع وتشوهاته.
ما الذي يمكن أن نضيفه في وقت صار الداخل إلى الفضاء الصحفي الرقمي بالمغرب مفقودا والخارج منه مولودا؟
ما الذي يمكن أن نضيفه وقد صارت الصدور ضيقة، لا تتقبل الانتقاد وتعتبر الصحافة مجرد ديكور في مشهد، وليس سلطة رمزية يمكن أن يكون لها دور محليا وآخر خارجيا، وأن تكون قوة دفع تواكب الإصلاح في مغرب يتحرك على كل الواجهات، وناقوس خطر ومنبه عندما يتعلق الأمر بالاختلالات والفساد والشطط، والتطاول على المال العام ومصلحة المواطن والوطن.
ما الذي يمكن أن نضيفه، وهناك ضمن هذه القبيلة من يتحين الفرص ليبيع زملاءه ورفاق الطريق في أقرب مزاد، وهو يردد بصوت عال “ألا أونو” ألا دويي” ألا تري.
ما الذي يمكن أن نضيفه ووسائل إحداث الضوضاء وتحويل الصحيح إلى خطأ قد صارت بلا سقف.
ما الذي يمكن أن نضيفه وقد صار جزء من مستهلكي الأخبار مروجين بلا وعي للإشاعات والأكاذيب والأخبار المزيفة.
ما الذي يمكن أن نضيفه وقد صار التضليل “صناعة” لمن لا صنعة له.
ما الذي يمكن أن نضيفه وقد رسخ جزء محسوب على إعلامنا في ذهن عديدين أن أقرب طريق إلى الشهرة والمال هو تعرية الأجساد، وفتح غرف النوم أمام العموم.
تبدو ظلمة المشهد حالكة، ويبدو الحابل قد اختلط بالنبل، لكن ثمة أيضا في المقابل من مازال صامدا، وهو يحاول أن يقدم منتوجا إعلاميا يحترم عقل وذكاء القارئ.
رغم أن خلفية الصورة هكذا فإننا نطل اليوم على القارئ/المتصفح الكريم من هذه الزاوية، فبعد سنوات من التجربة والاحتكاك بالمتاعب في قلب مهنة المصاعب، بفريق ترعرع في أحضان صاحبة الجلالة، ورضع الصنعة من “ثدي” مهنييها، ثم كبر وتدرج في كبريات صحفها، ليقرر اليوم خوض هذه التجربة، في وقت يعيش فيه القطاع أوضاعا صعبة.
لقد قررنا في ميديا 90 أن نخوض المغامرة، رغم الصعوبات التي ندرك أنها ستواجهنا، لكننا بهذا الفريق الذي يمزج بين التجربة والحماس، عاقدون العزم على المضي قدما بهذا المولود الإعلامي ليجد له موطئ قدم، راكبين صهوة الجديد، وباحثين عن التميز.
لكن زحفنا نحو نحت تجربتنا، لن يسقطنا في الرعونة أو وعدم احترام عقل وذكاء القارئ أو المشاهد..
ميديا 90 تجربة جديدة لا تدعي الكمال، لكنها عاقدة العزم على عدم السقوط في الابتذال..
شارك المقال
  • تم النسخ

تعليقات ( 0 )

اترك تعليقاً

1000 / 1000 (عدد الأحرف المتبقية)

المقال التالي