تبدو كرة القدم المغربية مقبلة على حرب حيتان كبيرة، بعدما انفجرت أزمة جديدة في أعقاب هزيمة اتحاد تواركة أمام نهضة الزمامرة بهدفين لواحد، برسم الجولة الثامنة من البطولة الاحترافية. هذه المرة، لم تكن التصريحات الانفعالية صادرة عن مدرب غاضب فقط، بل عن جهاز فني وإداري يتحرك بتنسيق واضح ورسائل موجهة من “من يهمه أمر اتحاد اتواركة” إلى “لمن يهمه الأمر”..
المدرب عبد الواحد زمرات خرج عن صمته، وأطلق تصريحات نارية حملت اتهامات مباشرة لما وصفه بـ”المؤامرات والكواليس” التي تُحاك ضد فريقه، مؤكدا استقالته من منصبه احتجاجا على ما يجري.
“أعتقد أن هناك أمورًا تُحاك في الكواليس، لأنه لم يسبق لنا أن تحدثنا عن التحكيم من قبل”، قال زمرات، مضيفا: “رأينا مؤامرات ضد فريق اتحاد تواركة، وبناء على ذلك قررت تقديم استقالتي، فأنا إنسان مكوَّن ولا أعرف شيئًا خارج هذا الإطار”.
وفي لهجة تنم عن قناعة راسخة، تابع قائلا:
“في مباراة المغرب الفاسي، كانت هناك ركلة جزاء واضحة، وعندما استفسرت الحكم قال إن القرار يعود إلى الفار، أي أن هناك أشخاصًا يتحكمون في القرارات التحكيمية. ونفس الأمر حدث أمام اتحاد يعقوب المنصور”.
لكن ما جعل خرجة زمرات تأخذ بعدا أكبر هو أنها لم تكن مجرد ردة فعل شخصية، بل جاءت، بتكليف من إدارة اتحاد تواركة نفسها، التي طلبت من مدربها أن يوجّه هذه الرسائل علنا، في خطوة تعكس أن ما يحدث يتجاوز المستطيل الأخضر إلى صراع أعمق بين مراكز النفوذ.
وإذا عرفنا امتدادات اتحاد تواركة ومن يقف وراءه، فإننا سنكون أمام مشهد لا يخلو من الأبعاد السياسية والرياضية الثقيلة، في حرب تتجاوز النقاط الثلاث. خاصة أن المدير الرياضي للفريق عادل المتني أعلن بدوره تقديم استقالته، في ما يبدو كأنه انسحاب مزدوج يعبر عن موقف موحد من داخل النادي.
لكن مكمن الاستغراب في تصريحات زمرات، أن الهدف منها كذلك تحويل جبهة النقاش حول أسباب تواضع أداء اتحاد اتواركة الذي يستفيد بشكل حصري من خدمات أكاديمية محمد السادس إلى البحث عن شماعة لهذا الإخفاق، لأنه حتى لو تم الاتفاق على خطأ الحكم في عدم احتساب هدف الفريق إلا أن ذلك لن يغير شيئا من واقع أزمة التدبير داخل الفريق.
تصريحات زمرات وإدارة تواركة ستضع ايضا لجنة الأخلاقيات في مأزق، خصوصا أنها مطالبة بعرض المدرب على أنظارها، في ظل التصريحات التي أطلقها، سيما وان تصريحات سابقة في الموسم قبل الماضي كلفت محمد طلال الناطق الرسمي السابق للوداد توقيفا لمدة سنة.
تعليقات
0