السلطة الفلسطينية توقف عمل قناة الجزيرة في الأراضي الفلسطينية

 قررت السلطة الفلسطينية وقف بث قناة “الجزيرة” وتجميد مجمل نشاطاتها في الأراضي الفلسطينية، متّهمة الشبكة التلفزيونية القطرية بـ”التحريض على الفتنة” و”التدخّل في الشأن الفلسطيني الداخلي”.

ونددت الشبكة بالقرار واعتبرت في بيان أن “هذه الخطوة تتماشى مع ممارسات الاحتلال الإسرائيلي ضد طواقمها الإعلامية” موضحة أن “القرار يأتي في وقت حساس، حيث تحاول السلطة الفلسطينية ثني القناة عن مواصلة تغطيتها للأحداث المتصاعدة في الأراضي الفلسطينية المحتلة”.

وأضافت أن “القرار يتزامن مع حملة تحريض وترهيب مستمرة من جهات ترعاها السلطة الفلسطينية ضد صحفييها” مشددة على أن “هذا الإغلاق لن يوقف عزيمتها في تغطية الواقع الفلسطيني، مهما كانت التحديات”.

نشرت وكالة الأنباء الفلسطينية الرسمية (وفا) نصّ قرار إغلاق القناة وجاء فيه “قررت اللجنة الوزارية المختصة المكونة من وزارات: الثقافة، والداخلية، والاتصالات، وقف بثّ وتجميد كافة أعمال فضائية الجزيرة ومكتبها في فلسطين، وتجميد عمل كافة الصحافيين والعاملين معها والطواقم والقنوات التابعة لها”.

وأوضحت وفا أنّ “هذا القرار يأتي بعد إصرار الجزيرة على بث محتوى وتقارير تتسم بالتضليل والتحريض على الفتنة والتدخل في الشأن الفلسطيني الداخلي”.

وأكّد عاملون في مكتب قناة الجزيرة في رام الله لوكالة فرانس برس أنهم تبلغوا بهذا القرار.

بثت الجزيرة مشاهد ظهر فيها ضباط من الأمن الفلسطيني وهم يسلّمون صحافية في مكتبها في رام الله وثيقة قضائية رسمية مؤرّخة في الأول  من يناير 2025 تنصّ على وقف عمل القناة.

نددت حركة حماس بقرار السلطة الفلسطينية وقف بث قناة الجزيرة، وقالت في بيان إن “قرار السلطة الفلسطينية إغلاق مكتب قناة الجزيرة انتهاك صارخ لحرية الإعلام وسلوك قمعي يستهدف تكميم الأفواه. نرفض ونستنكر بشدة قرار السلطة الفلسطينية وقف بث قناة الجزيرة”.

كما ندّدت بالقرار حركة الجهاد الإسلامي التي شاركت مع حماس في شنّ هجوم السابع من أكتوبر 2023 على جنوب إسرائيل الذي أشعل فتيل الحرب المستمرة مذاك في قطاع غزة.

وقالت الجهاد الإسلامي في بيان “نستهجن إغلاق السلطة مكتب الجزيرة في وقت أحوج ما يكون فيه شعبنا لصوت مسموع يوصل معاناته للعالم”.

وتتولّى السلطة الفلسطينية برئاسة محمود عباس سلطة إدارية جزئية في الضفة الغربية التي تحتلها اسرائيل منذ 1967.

وتخوض قواتها الأمنية منذ أسابيع مواجهات عنيفة في جنين ضد فصائل مسلحة، خلفت حتى الآن نحو عشرة قتلى. وينتمي معظم عناصر هذه الفصائل الى حركتي حماس والجهاد الاسلامي.

“حملة تحريضية” وتصاعد التوتر بين القناة القطرية وحركة فتح التي يتزعمها عباس في الأسابيع الأخيرة، بسبب تغطية القناة للاشتباكات بين قوات الأمن الفلسطينية والمجموعات المسلحة في جنين.

واستنكرت الجزيرة ما قالت إنها “حملة تحريضية” تقوم بها حركة فتح ضد الشبكة في بعض مناطق الضفة الغربية المحتلة.

وقالت في بيان إن “قناة الجزيرة كانت وستبقى منبرا للرأي والرأي الآخر ولتغطية الأحداث بمهنية ومصداقية، وقد حافظت الجزيرة على ذلك خلال تغطيتها للأحداث المؤسفة في جنين”.

ويأتي قرار السلطة الفلسطينية بعد أكثر من ثلاثة أشهر على قيام القوات الإسرائيلية بدهم مكتب الشبكة في رام الله.

وسبق أن قررت اسرائيل في مايو الفائت حظر بث الجزيرة في الدولة العبرية وإغلاق مكاتبها.

وانطلقت قناة الجزيرة من العاصمة القطرية الدوحة في العام 1996 بمرسوم أصدره أمير قطر السابق الشيخ حمد بن خليفة آل ثاني.

وبرزت القناة على الفور كمنافس لعمالقة الإعلام العالمي، لا سيما بتغطيتها المفتوحة باعتبارها “أول قناة إخبارية مستقلة في العالم العربي” كما تصف نفسها.

تحظى القناة القطرية بشعبية واسعة في الأراضي الفلسطينية المحتلة.

شارك المقال
  • تم النسخ

تعليقات ( 0 )

اترك تعليقاً

1000 / 1000 (عدد الأحرف المتبقية)

المقال التالي