تصريحات الدريوش.. دعم المليار يُربك “الأحرار” ويُغضب أخنوش

أفادت مصادر مطلعة لـ”ميديا90″ أن التصريحات الأخيرة لزكية الدريوش، كاتبة الدولة المكلفة بالصيد البحري، حول استفادة زميلها في الحزب امبارك حمية من دعم حكومي بقيمة 1.1 مليار سنتيم، خلفت موجة استياء شديدة داخل دواليب حزب التجمع الوطني للأحرار، ووصل صداها إلى أعلى هرم الحزب، حيث عبّر عزيز أخنوش، رئيس الحزب ورئيس الحكومة، عن “انزعاجه الكبير” مما وصفه بـ”الخرق غير المقبول للضبط السياسي”.
وبحسب المصادر ذاتها، فإن أخنوش اعتبر، في حديث مع عدد من قيادات الحزب مساء الأحد، أن ما صدر عن الدريوش “هدم فعلي لكل ما يسعى الحزب لبنائه”، خاصة وأنه أطلق قبل يومين فقط الحملة التواصلية “مسار الإنجازات”، التي تروم الدفاع عما تعتبره قيادة الحزب حصيلة إيجابية لأداء الحكومة في مجالات متعددة كالصحة والتعليم والحماية الاجتماعية.
ذات المصادر كشفت أن عدداً من القياديين البارزين في الحزب، من ضمنهم محمد أوجار ورشيد الطالبي العلمي، لم يُخفوا غضبهم من الوزيرة، بل إنهم “وجّهو لها انتقادات لاذعة في جلسة داخلية وصفت بـ”الحامية”.
وأضافت المصادر أن “مسؤولين على الجانب التواصلي والإعلامي بالحمامة” أصدروا تعليمات غير مباشرة لوسائل الإعلام المحسوبة على الحزب، بما في ذلك بعض المواقع الإلكترونية والصفحات المؤثرة على مواقع التواصل الاجتماعي، بعدم التفاعل مع الفيديو أو إثارة الموضوع إعلامياً، وذلك في محاولة لاحتواء ما وصفته بعض الأصوات الداخلية بـ”فضيحة مجانية جاءت في توقيت سياسي حرج”.
وتشير المعطيات التي توصل بها “ميديا 90” إلى أن النقاش لم يتوقف عند حدود تصريح الدريوش، بل امتد ليطرح تساؤلات داخل الحزب حول أداء بعض الأسماء الحكومية المنتمية للأحرار، ومدى تأثير “الخرجات العشوائية” على صورة الحزب الذي يواجه أصلاً انتقادات واسعة بشأن شبهات تضارب المصالح التي تطارد رئيسه عزيز أخنوش، كمالك لمجموعة “أكوا” الناشطة في قطاع المحروقات.
يُذكر أن حزب الأحرار سبق وأن تعرض لانتقادات حادة من خصومه السياسيين وهيئات مدنية، بسبب ما وُصف بـ”استغلال العمل الخيري”، لاسيما توزيع “القفف” خلال الحملات الانتخابية، وهي الاتهامات التي ما تزال تلاحقه رغم إنكاره الرسمي لها.
ولم تستبعد مصادرنا أن تكون هناك “مراجعة صامتة” لموقع الدريوش داخل الحكومة خلال الفترة المقبلة، وإن كانت تستبعد أن يصل الأمر إلى الإعفاء، نظراً لقصر المدة المتبقية من عمر الحكومة الحالية.
وأضافت المصادر أن السيناريو الأقرب قد يتمثل في تهميشها أو تقليص حضورها، خاصة في المحطات التي تتطلب تصريحات سياسية أو مواقف تواصلية، بالنظر إلى محدودية تكوينها السياسي.
وتُعد الدريوش من الكفاءات التقنية التي رافقت عزيز أخنوش خلال فترة توليه وزارة الفلاحة، وهو من ضمّها إلى حزب التجمع الوطني للأحرار بعد توليه رئاسته، على غرار أسماء أخرى مثل وزير الفلاحة الحالي محمد صديقي، والوزير السابق أحمد البواري.

شارك المقال
  • تم النسخ

تعليقات ( 0 )

اترك تعليقاً

1000 / 1000 (عدد الأحرف المتبقية)

المقال التالي