ملايير في مهب الريح

الوضع المزري الذي توجد عليه عدد من المدن العتيقة يطرح سؤالا مشروعا عن مصير مئات المليارات التي صرفت لتأهيلها.

مشاريع رصدت ليها أموال طائلة ضمن اتفاقيات وقعت أمام الملك، لكنها انتهت بتفريخ صفقات تعج بالاختلالات كما حصل في عدد من المدن التي شهدت احتجاجات للسكان والتجار بسب الغش في جودة المواد المستعملة مثل مدينة الصويرة.

غش ظهر سريعا فورا انتهاء بعض الأشغال دون أن يفتح أي تحقيق ودون أن يتم محاسبة أي مقاولة أو إعفاء أي مسؤول.

يكفي أن نعاين الطريقة التي يتم بها ترميم الأسوار ب”مكياج” ترابي يذوب مباشرة بعد سقوط المطر لنفهم أن مشاريع ترميم وتأهيل المدن العتيقة تحولت لدجاجة تبيض ذهبا، بفعل ذات العدوى التي تتحكم في باقي صفقات الترقيع المتواصلة التي تشهدها معظم المدن المغربية.

مشاريع تأهيل المدن العتيقة وضعت سقفا من الأهداف منها تأهيل البنية التحتية وتحسين السير والجولان، و ترميم الموروث التاريخي، وتقوية الجاذبية السياحية والاقتصادية.

أهداف لا تتطابق إطلاقا مع الواقع الحالي لهذه المدن بفعل التلاعبات التي طالت عددا من الصفقات، وخاصة منها تلك المتعلقة بإعادة هيكلة الأحياء والأسواق القديمة، وهو ما كان موضوع مراسلات كشفت استعمال مواد أولية بنوعية جد رديئة، كما حدث بالنسبة لأبواب المحلات التجارية التي تعرض الكثير منها للتلف مباشرة بعد التساقطات المطرية وهو ما يسري أيضا على جودة بعض صفقات الترميم والبناء و الترصيف.

تلاعبات انتهت بعيوب خطيرة تم التستر عليها من خلال إخفاء العيوب والتصدعات بوساطة الجير و اللصاق، رغم ان بعضها ينطوي على تهديد للأرواح، ورغم توصل العمال والولاة والمنتخبين بشكايات تطالب بفتح تحقيق عاجل ومحاسبة المتورطين…

الصمت الذي غرق فيه المجلس الجماعي وعمالة الصويرة يفسر استمرار الاختلالات التي تلاحق أهم مشاريع التأهيل رغم الفضائح الكثيرة التي تسيل من شكايات المتضررين و تقارير الأجهزة الرقابية …. وإذا ظهر السبب بطل العجب.

شارك المقال
  • تم النسخ

تعليقات ( 0 )

اترك تعليقاً

1000 / 1000 (عدد الأحرف المتبقية)

المقال التالي