مند 17 سنة، أي تاريخ إعادة تنظيم المجلس الأعلى للتعليم بمقتضى الظهير الشريف رقم 1.05.152 الصادر في 11 من محرم 1427، الموافق ل 10 فبراير2006، بقي دور هذا المجلس محصوا في “تفراق اللغا” الذي يفسر وضع التعليم اليوم في هذا البلد السعيد.
لقد سبق للملك أن تساءل كما يفعل عموم المغاربة عن دور عدد من المؤسسات التي تستهلك الملايير سنويا، كما هو حال “المجلس الأعلى للشفوي” دون أن يكون لها أي جدوى أو مفعول أو تأثير، باسثتناء جمع التعويضات السخية نهاية كل اجتماع.
17 سنة…هي عمر شباب مغاربة ممن ولدوا يوم إعادة تنظيم هذا المجلس ليصدموا اليوم بمدارس مهجورة بفعل الإضرابات، وبتعليم يقول عدد من المسؤولين الحكوميين أنه ينتج “الانحطاط”، ويهرب منه سنويا أزيد من ربع مليون تلميذ، وتلميذة، ممن يقعون في فخ “الهدر المدرسي”، وهي تسمية ناعمة لمواجهة المجهول، وصنع القنبلة الموقوتة التي تحدث عنها المجلس الاقتصادي والاجتماعي في تقرير رفع للملك.
اليوم هذا المجلس الأعلى ومع كل هذه “الروينة” التي تعصف بالتعليم، والتي تهدد بسنة بيضاء قد تجرف معها تلاميذ التعليم الخصوصي يقف مثل “صنم” صغير أمام واحدة من أسوأ أزمات التعليم بالمغرب.
كل ما فعله كبير كهنة المجلس هو أنه عبر عن تمسكه بالأمل في أن يتم تدارك الزمن الذي ضاع على 8 ملايين تلميذ، وتلميذة، في ذات الوقت الذي يبشرنا بمفهوم “مدرسة جديدة”..
مدرسة لا يمكن لها إلا أن تولد وهي تحمل جميع تشوهات المدرسة الحالية، مادامت ستخرج من نفس الرحم، وتحت إشراف نفس الوجوه التي تنتمي لما قبل حقبة الحرب الباردة والمسؤولة بشكل كبير عن جميع الكوارث، والمصائب، التي حلت على البلاد والعباد.
أزمة التعليم العمومي التي صارت الحكومة تلبسها جبة “المؤامرة” تجرنا جرا نحو القيمة المضافة للسي المالكي الذي جربنا “حنة يده” في عدد من المناصب، بعد أن سبق و باع القرد لآف الشباب المغاربة على عهد الحسن الثاني من خلال المجلس الوطني للشباب والمستقبل .
لقد قلنا سابقا أن تعيين المالكي ليس مجرد إشارة سلبية في توقيت جد سيء، بل هو رسالة واضحة لا تحتمل قراءة ما بين سطورها.
المغرب كما كان محتاجا لنموج تنموي جديد صار بدوره مجرد “شفوي”، فهو محتاج أكثر لوجوه جديدة قادرة على جعل المواطن يلامس تغييرا حقيقيا من شأنه أن يطرد السحب السوداء التي أصبحت تتزاحم في الأفق.
أما تمديد صلاحية نفس الوجوه فهو هدر خطير للوقت، واستفزاز سيزيد حتما من حدة القلق الجماعي مما هو قادم، وهو ما يسري أيضا على وزير التربية الوطنية السي شكيب بنموسى، الذي أشعل نارا هوجاء في جسد التعليم بنظام أساسي ملغوم، ووقف يتفرج مع كتيبة “البراهيش” الذين جلبهم من مدارس البعثة الفرنسية ليعبثوا بمستقبل أبناء المغاربة.
تعليقات ( 0 )