كانت الأجواء مساء يوم الخميس في “غولف بورتو مارينا” في مدينة العلمين الجديدة، مشحونة بالترقب والإثارة.
كان الآلاف قد توافدوا لحضور ما وُصف بأنه أضخم حفل صيفي، والذي روّج له الفنان محمد رمضان بنفسه بأنه قد يشهد “أكبر إقبال جماهيري في تاريخ الساحل الشمالي”. ومع نفاد جميع التذاكر بالكامل، كانت كل الأنظار تتجه نحو ليلة استثنائية من الغناء والاستعراض الصاخب الذي اشتهر به “نمبر وان” .
لكن في لحظة واحدة، تحوّل المشهد الاحتفالي إلى كابوس. انفجار عنيف ومفاجئ قلب الأجواء رأسًا على عقب، محولًا هتافات الحماس إلى صرخات “رعب وذعر”، ومخلفا وراءه قتيلا وعددا من الجرحى.
لم تكن هذه مجرد حادثة عابرة، بل كانت انهيارًا كارثيًا لمنظومة الترفيه التي تعتمد على الإبهار والمبالغة.
إن السعي المحموم لتقديم عرض “أكبر وأكثر إثارة”، والذي يعد جزءًا لا يتجزأ من هوية الفنان محمد رمضان، حمل في طياته بذور هذه المأساة، حيث إن الاعتماد على المؤثرات البصرية الخطرة مثل الألعاب النارية زاد من حجم المخاطرة بشكل كبير، ليتحول ما كان يُفترض أن يكون مصدرا للبهجة إلى مصدر للموت والإصابات.
بدأت المأساة في اللحظة التي كان من المفترض أن تبدأ فيها الاحتفالية. فبينما كان محمد رمضان يصعد إلى المسرح لبدء فقرته الغنائية، دوّى “انفجار ضخم” بالقرب من موقع المؤثرات البصرية، وتحديدا من جهاز للألعاب النارية.
وتشير التقارير الأولية والمعاينات إلى أنه نجم عن خلل فني في أسطوانة غاز تابعة للفريق المختص بالمؤثرات النارية، ووقع الانفجار “بجواره بالضبط”، مما أثر على الفنان شخصيًا وأحدث حالة من الصدمة الفورية.
في أعقاب ذلك، سادت حالة من “الذعر” والفوضى العارمة. مقاطع الفيديو وشهادات العيان وثقت “هروبا هستيريا” لأعداد كبيرة من الجمهور الذين تملكهم الخوف من اندلاع حريق أكبر أو وقوع انفجارات أخرى. في هذه اللحظات الحرجة، وفي ظل غياب توجيه رسمي واضح للحشود المذعورة، برز دور محمد رمضان الذي تحوّل من فنان إلى مدير للأزمة.
أوقف رمضان الحفل على الفور، وأمسك بالميكروفون ليوجه نداءً مباشرًا للجمهور المصدوم، معلنًا عن حجم الفاجعة بكلمات واضحة: “صعب نكمل يا شباب، فيه واحد توفي”. ثم تولى بنفسه مهمة إدارة عملية الإخلاء، حيث طالب الجمهور بالخروج بهدوء لمنع التدافع الذي كان يمكن أن يؤدي إلى كارثة ثانوية. وأكد أنه لن يغادر الموقع حتى يتأكد من سلامة الجميع، قائلًا: “مش همشي غير لما أتأكد إن كل الناس خرجت بخير.. إحنا أهم حاجة عندنا أرواح الناس” .
بعد دقائق من الحادث، وصلت سيارات الإسعاف وقوات الأمن إلى الموقع، حيث تم نقل المصابين على وجه السرعة إلى المستشفيات القريبة وتأمين المسرح بالكامل.
خلف أضواء المسرح والدخان المتصاعد، كان هناك ضحايا حقيقيون دفعوا ثمن هذا الحادث المأساوي. الضحية الأولى والوحيدة التي فقدت حياتها هو الشاب حسام حسن، البالغ من العمر 23 عاما، وهو من سكان الإسكندرية وأحد أعضاء فريق الألعاب النارية المسؤول عن المؤثرات البصرية في الحفل.
وتشير التقارير الطبية إلى أن محاولات الإنعاش القلبي الرئوي التي أجريت له لم تنجح. وقد نعاه محمد رمضان لاحقا بالاسم في منشور له، داعيا له بالرحمة.
إلى جانب حالة الوفاة، تم نقل ستة مصابين آخرين إلى مستشفى العلمين لتلقي العلاج، وقد وثقت التقارير أسماءهم وتفاصيل إصاباتهم، مما يجسد حجم الضرر البشري الذي خلّفه الحادث.
وبعد الحفل كتب محمد رمضان منشورا عبر صفحته الرسمية على موقع التواصل الاجتماعي “فيسبوك” أكد فيه أنه تعرض لعملية اغتيال كاملة الأركان، إلا أنه تراجع ومسح المنشور بعد دقائق.
مصر: حفل لمحمد رمضان يتحوّل إلى “كارثة ”





تعليقات
0