تعيش عائلة الدكتور منعم بوبكر على وقع فاجعة إنسانية صادمة، بعدما لقي والدهم مصرعه إثر سقوط – أو دفع من قطار سريع تابع للمكتب الوطني للسكك الحديدية (ONCF)، دون أن تنتبه الشركة للحادث أو لجثة الضحية، التي ظلت ملقاة بجانب السكة طوال ستة أيام.
وتتهم ابنة الراحل، ماجدة منعم، المكتب الوطني للسكك الحديدية بالتقصير والإهمال الجسيم في مراقبة القطارات وتتبع سلامة الركاب، مشيرة في تدوينة لها على مواقع التواصل الاجتماعي إلى أن والدها « سقط من القطار بسرعة تقارب 160 كلم/ساعة، واصطدم أولا بعمود حديدي أدى إلى بتر ذراعه بالكامل، قبل أن يُقذف جسده بقوة إلى الأرض”.
ورغم اختفائه المفاجئ، تقول العائلة إنها لم تتلق أي تعاون من الشركة، لا على مستوى المعلومات المتعلقة بركوبه القطار، ولا بشأن تحركاته أو مسار الرحلة.
وتؤكد التدوينة أن تذكرة القطار التي وُجدت في جيب الضحية (من مراكش إلى مكناس، الدرجة الأولى)، تثبت بما لا يدع مجالا للشك أنه كان ضمن الركاب، غير أن الشركة لم تبادر إلى عدّ الركاب أو التبليغ عن أي حادث.
والأدهى، حسب عائلة الفقيد، أن جسده ظل في العراء قرب السكة لستة أيام كاملة، إلى أن تم العثور عليه من طرف أفراد الدرك، في حين لم تُظهر الشركة أي ردة فعل تُجاه الحادث أو حتى اعتراف بمسؤوليتها المحتملة.
وتساءلت الأسرة عن سبب غياب آليات التتبع والمراقبة من داخل القطارات وخارجها، وعدم وجود بروتوكولات للتحقق من عدد الركاب، خاصة في القطارات السريعة، متهمة المكتب الوطني بـ”الاستهتار بأرواح المغاربة”.
ورغم فتح تحقيق في الحادث، تقول ماجدة منعم إن ONCF لم تسلم إلى حدود الساعة أي معلومة ذات صلة بالتحقيق، ولم تُبدِ أي تعاون مع العائلة أو مع الدرك، ما يزيد من الشكوك حول مسؤوليتها الأخلاقية والمؤسساتية في هذا الحادث المأساوي.





تعليقات
0