أخطر أعوان للسلطة بالرباط مساء أمس، محلات غسل السيارات بتعليق نشاطهم على خلفية حالة الطوارئ المائية، والنقص الكبير الذي يهدد مدنا كبرى بالعطش .
وأثار هذا القرار علامات استفهام كبيرة في ظل استمرار سقي عشرات الهكتارات من العشب، (الكازو)، بالمياه على امتداد النهار وفي ساعات الحر ما يهدد باستنزاف مياه الشرب.
وقالت فعاليات بالمدينة أن تمسك ولاية الرباط بهوسها للحفاظ على اخضرار العاصمة في ظل هذه الأزمة الخطيرة، غير مبرر، علما أن جزءا مهما من المساحات الخضراء يسقى في عز الحر بالماء الشروب فيما يقال أن باقي المساحات توظف فيها مياه عادمة معالجة.
وسبق لإفراط شركة “الرباط تهيئة” في تفريخ صفقات العشب التي تجاوزت قيمتها ملايير السنتيمات، أن إثار انتقادات واسعة حذرت من تداعيات كارثية في الأمد القريب على البيئة، والساكنة.
حدث هذا في ضل اللجوء إلى سقي مساحات شاسعة بشكل يومي بالماء الصالح للشرب، الأمر الذي رفع الفاتورة المستحقة على المدينة إلى أزيد من ملياري سنتيم.
ومع مجيئ الوالي اليعقوبي راهن هذا الأخير على زرع العشب في مساحات شاسعة تقدر بعشرات الهكتارات، بما فيها جنبات الطريق السيار القديم، وهي المساحات التي يتم سقيها على مدار ساعات، من طرف عشرات المستخدمين التابعين لشركتين استفادتا من صفقات سخية مباشرة،بعد استقدامهما من مدينة طنجة، في ضل ما أثير عن علاقة الشركتين بمسؤول نافذ في الولاية.
وكانت ساكنة مدن الشمال قد حملت في وقت سابق الوالي اليعقوبي مسؤولية استنزاف الموارد المائية في سقي العشب، ما أدى في نهاية المطاف إلى تقليص ساعات إمداد مدينة تطوان بالماء.
إفراط ولاية الرباط في الاعتماد على “الكازو” الذي يستنزف كميات كبيرة من المياه تم في تجاهل صريح للتحذيرات التي سبق، وأن أطلقها مسؤولون بشركة “ريضال” المكلفة بتوزيع الماء والكهرباء، من أن الرباط تعد ثاني منطقة تعاني من شح المياه، بعد جهة الساقية الحمراء وادي الذهب.
وأكد مسؤول في الشركة أن مشكل انقطاع الماء سيطرح بحدة مستقبلا بالنسبة لكل من الرباط وسلا ، في ضل التزايد الديموغرافي، وقلة الموارد، وهو ما يفرض ترشيد استهلاك المياه، والبحث عن موارد جديدة، وهو التحذير الذي صدر عقب الضجة التي أثارها تغيير لون وطعم المياه القادمة من سد سيدي محمد بن عبد الله سنة2015.
واعتبرت ذات المصادر أن استمرار صرف المليارات على العشب الذي يسقى من الماء المخصص للشرب والموجه للساكنة، وتحميل المدينة ثقل الفاتورة يعد تجاهلا صريحا لدورية وزير الداخلية .
وقالت المصادر ذاتها أن تفريخ صفقات العشب بالمليارات بمدينة الرباط يعد هدرا حقيقيا للمال العام، بالنظر لطول مدة السقي التي تتطلبها نوعية الاغراس التي تم اللجوء إليها، في سعي لتجميل المدينة، وكسوتها باللون الأخضر، بما في ذلك المناطق المحاذية لأحزمة البؤس كدوار الدوم والمعاضيد والحاجة.





تعليقات
0