بعد استقالة الوزير السابق عبد القادر عمارة من حزب العدالة والتنمية، وتبرؤ محمد يتيم وزير التشغيل السابق من بلاغ الأمانة العامة للحزب، التحق كل من سعد الدين العثماني رئيس الحكومة السابق وعبد الصمد الصمدي وزير التعليم العالي السابق بلائحة منتقدي البلاغ الذي ربط زلزال الحوز بالمعاصي والذنوب.
وبدا لافتا أن خرجات جناح الاستوزار داخل حزب العدالة والتنمية قد توحدت في تحميل الأمين العام عبد الاله بنكيران مسؤولية البلاغ “الشارد” الذي جعل الحزب في وسط عاصفة من الانتقادات التي جاءت من بيته الداخلي قبل خصومه.
سعد الدين العثماني اختار بعث رسالة غير مباشرة من أجل التنبيه للخطأ الذي وقع فيه بنكيران قائلا “لما سافر عمر بن الخطاب إلى الشام وأخبر أن بها طاعون استشار من معه، ثم قرر الرجوع وعدم دخول الشام، فقال أبوعبيدة ابن الجراحِ: أفِراراً من قَدَر الله؟ فقال عُمرُ: لو غيرك قالها يا أبا عُبيدةَ! نعم، نَفِرُّ من قَدَر الله إلى قَدَر اللهِ، قال عمر: نعم، نفر من قدر الله إلى قدر اللهِ، أرأيت لو كان لك إبل هبطت وادياً له عُدوتان، إحداهما خَصِبة، والأخرى جدْبَة، أَليس إن رعيت الخصبة رَعيتها بقدرِ الله، وإن رعيتَ الجدبة رعيتها بقدرِ الله؟
وختم العثماني قائلا “كان هذا درسا مبكرا مبدعا في مدافعة الأقدار بالأقدار”.
من جانبه هاجم الصمدي بشكل مباشر ما ورد في بلاغ الأمانة العامة للعدالة والتنمية داعيا بنكيران بشكل ضمني لعدم حشر نفسه بين الله وعباده.
وقال القيادي في الحزب أن سنة الابتلاء تدور في الذكر الحكيم بين ثنائيات واحتمالات ، ولا مجال فيها للقطع والجزم والثبات، فقد تكون بالشر كما قد تكون بالخير ، لقوله تعالى ” ونبلوكم بالشر والخير فتنة وإلينا ترجعون”، كما أنها محفوفة بالاحتمال والظن لقوله تعالى “عسى أن تكرهوا شيئا وهو خير لكم وعسى أن تحبوا شيئا وهو شر لكم والله يعلم وأنتم لا تعلمون “، وقد ربطه الله تعالى في حالتيه بالصبر والشكر ، لقوله تعالى ” وذكرهم بأيام الله إن في ذلك لآيات لكل صبار شكور .”
وقال الصمدي لقد وضع الله تعالى سنة الابتلاء في هذه الدائرة من الثنائيات و الاحتمالات وحجب عن الانسان غايتها ومقصدها، واستأثر سبحانه بعلمها لحكمة أرادها ، ليعيش الانسان على التفاؤل والامل بين الخوف والرجاء والمعصية والتوبة والغفران.
وأضاف “وحده سبحانه الذي يكشف في كل صورة من صور الابتلاء عن مقصدها حين يشاء كما ورد ذلك في عدد من قصص القرآن”، ليختم بالقول “فلا يحشرن أحد نفسه بين الله وعباده في حكمته ومقصده من ابتلائه لعباده بلا حجة ولا برهان”.





تعليقات
0