وجه عبد الإله بنكيران، الأمين العام لحزب العدالة والتنمية، انتقادات لاذعة إلى رئيس الحكومة عزيز أخنوش، متهمًا إياه بـ”العجز عن تسيير شؤون البلاد” و”فقدان البوصلة السياسية”.
وقال بنكيران، في كلمة ألقاها خلال اجتماع الأمانة العامة لحزبه يوم السبت 23 غشت 2025 بالرباط، إن “صور المغرب في التعليم والصحة والتشغيل والفساد والمخدرات كلها مزعجة وغير مشرفة”، محملًا المسؤولية لحكومة أخنوش التي وصف أداءها بـ”الفاشل على مختلف المستويات”.
ولم تخلُ كلمة بنكيران من هجوم شديد على وزير العدل عبد اللطيف وهبي، حيث وصف تصريحاته بـ”المستفزة”، وممارساته بـ”المتعارضة مع روح الدستور”. وأضاف أن “العدالة قطاع لا يحتمل العبث ولا المزايدات السياسية”، داعيًا إلى احترام المؤسسات الدستورية وتحصينها من الانزلاقات.
ولاء للنظام لا يعني التغطية على الفشل
وفي رد ضمني على من يتهمون المعارضة بالتشويش، شدد بنكيران على ضرورة التمييز بين الولاء للنظام الملكي الذي اعتبره “ضامنًا لوحدة البلاد”، وبين المجاملة السياسية التي تؤدي – بحسب قوله – إلى “هدر المبادئ والدوس على القوانين”. وصرح قائلا: “الدفاع عن النظام يكون باحترام الدستور والمؤسسات، لا بالتغطية على التجاوزات أو خرق القوانين”.
بنكيران أكد أن حزب العدالة والتنمية لا يسعى إلى السلطة، بل إلى الإصلاح في إطار النظام الملكي، وقال: “نحن لسنا انقلابيين ولا فوضويين، لكننا لن نصمت حين يتم خرق الدستور أو الالتفاف على القانون أو المساس بالأعراف الديمقراطية”.
كما شدد على أن حزبه سيظل يمارس معارضة وطنية مسؤولة، لا بهدف التموقع السياسي، بل لحماية توازن المشهد الحزبي والدفاع عن المكتسبات الديمقراطية.
وفي معرض حديثه عن الخطاب الملكي بمناسبة عيد العرش، اعتبر بنكيران أن الخطاب أعاد الحيوية إلى الساحة السياسية، وساهم في خلق دينامية جديدة، خاصة في ما يتعلق بالإعداد المبكر للانتخابات المقبلة.
وكشف عن دعوة وزير الداخلية للأحزاب السياسية من أجل تقديم مذكرات حول الإصلاحات الانتخابية، مؤكدا أن حزب العدالة والتنمية تفاعل بشكل “جدي ومسؤول” عبر تشكيل لجنة من 15 عضوًا أعدت مذكرة شاملة بعد نقاشات موسعة داخل الحزب.
بنكيران ختم كلمته باعتبار أن استحقاقات 2026 “لن تكون مجرد انتخابات عادية”، بل اختبار حقيقي لـ”الديمقراطية المغربية وقدرة مؤسساتها على الصمود في وجه التحكم والانحرافات”. وقال: “إذا كان قدرنا أن نواجه وحدنا، فسنفعل، لأن الديمقراطية ليست ترفًا بل قدر هذا الوطن”.
تعليقات
0