970*250
Media90|إفتتاحية

بعد اتهام سفير المغرب..عندما يُصبح الولاء لإسرائيل بدل الولاء للوطن

IMG_8933
300*205

أثار “مقال رأي” نشره المسمى مصطفى الزرغاني، الذي يقدم نفسه رئيسا لما يُسمى بـ”جمعية الصداقة المغربية الإسرائيلية”، موجة جدل بعد أن اتهم السفير المغربي بواشنطن يوسف العمراني وزوجته الدكتورة أسماء المرابط بـ”معاداة إسرائيل” و”معاداة السامية”،بسبب مواقفهما من الحرب على غزة، وعدم انخراطهما حسب زعمه، في ترويج العلاقات مع المؤسسات اليهودية الأمريكية.
المقال الذي حمل عنوانا استفزازيا: “هل تمثل عائلة معادية للسامية المغرب في واشنطن؟” لم يُهاجم فقط السفير وزوجته، بل حمل نبرة اتهامية مبطّنة للمؤسسات المغربية الرسمية، متهما إياها بالخطأ في تعيين ممثل دبلوماسي لا يخدم المصالح الإسرائيلية كما ينبغي”.

ما يلفت في نص الزرغاني ليس فقط حدة الخطاب، بل المنطلقات الأيديولوجية والسياسية التي تضع مصالح إسرائيل في موقع الأولوية على حساب السيادة المغربية ومؤسساتها.

الخطير في هذا الخطاب هو أنه يضغط من موقع خارجي على اختيارات الدولة، ويحاكم مسؤوليها بناء على مدى تقربهم من تل أبيب.

السؤال الذي يطرحه الكثير من المتتبعين هو..من يمثل الزرغاني؟ ومن أعطاه تفويض التحدث باسم المغرب في واشنطن أو باسم الجالية المغربية اليهودية؟

بل الأخطر أن مقاله تضمن اتهاما مبطّنا للدبلوماسية المغربية بالتقصير، وغمزا من قناة الملك ووزارة الخارجية، حين اعتبر أن تعيين العمراني “يتناقض مع قيم جلالة الملك”، في تجاوز غير مسبوق للخطوط الحمراء الدبلوماسية والسيادية.

يأتي هذا المقال في وقت تشهد فيه المنطقة تصعيدا حادا وتجويعا يعيشه الفلسطينيون مع تنامي الانتقادات الدولية لانتهاكات حقوق الإنسان في غزة، بما في ذلك من قِبل شخصيات وهيئات يهودية ليبرالية في أوروبا وأمريكا.

ومع ذلك، يبدو أن بعض الأصوات المغربية المتعاقد على خدمة إسرائيل و المروّجة للتقارب معها تعتبر أن أي تعاطف مع الفلسطينيين هو موقف معادٍ للسامية..

هذا المقال الذي يُقطِّر صهيونية يكشف كيف صارت بعض الأصوات تعتبر المصالح الإسرائيلية بالنسبة للبعض مقدّمة على المصلحة الوطنية..

أضف تعليقك

1000 / 1000 (عدد الأحرف المتبقية)

‫من شروط النشر : عدم الإساءة للكاتب أو للأشخاص أو للمقدسات أو مهاجمة الأديان أو الذات الإلهية، والابتعاد عن التحريض العنصري والشتائم.

تعليقات

0
الآراء الواردة في التعليقات تعبر عن آراء أصحابها وليس عن رأي Media90