على عهد حكومة بنكيران كان تسريب خبر عن زيادة سنتيمات في مادة، أو سلعة، كافيا لخروج جيش حقيقي من الانكشارية لرجم الحكومة الملتحية بالحق، والباطل، واتهامها باستنزاف جيوب المغاربة.
اليوم من حقنا أن نتساءل أين اختفى الانكشارية الذين لم نسمع لهم صوتا،رغم أن حكومة الملياردير أخنوش قررت الشروع في رفع الدعم، والزيادة في البوطا، والسكر، والدقيق، والماء، والكهرباء، وربما تفرض علينا ضريبة على التنفس، والتفواه.
لسنا ندافع عن بنكيران فالتاريخ سيشهد بأنه سلم المغاربة لحيتان المحروقات، تماما كما سلم 50 مليار درهم لأخنوش وزير الفلاحة حينها، كمصروف لتنمية قروية دون أن ندري مصيرها إلى الآن.
اليوم هناك صمت غريب عما تقوم به حكومة الوجوه الناعمة، لكن هناك وفي المقابل، محاولة إلهاء مكشوفة، بخطة “قيد الباكية.. و عقل على القالب”، بعد أن صار عدد من المطبلين الأشاوس لأخنوش منشغلين بالوزير “قالولي”، ونقصد هنا الوزير بنموسى الذي وضع في الزاوية وصار رأسه مطلوبا من الجميع.
الرابح الكبير في هذه اللعبة التي ستدفع المدرسة العمومية ثمنها هو اخنوش، وانكشاريته التي استبد بها حنان وعطف مفاجئ على رجال، ونساء التعليم.. فقط حتى يمر موضوع البوطة بسلام، ولكل مجتهد نصيب.
هذا اللعب “مفروش”، ومفضوح، ويكفي أن نتمعن طبيعة الوجوه التي صارت تترافع في ملف التعليم، لنعرف أن القضية ليس فيه دفاع عن المدرسة العمومية، ورجال ونساء التعليم، بل فيها خشونة، و محاولة إلهاء للدفاع عن ولي نعمة سخي، حتى لا يجد نفسه في مواجهة غليان وسخط اجتماعي قد يترجم لاحتجاجات في الشارع.
تكليف بنموسى بالتعليم خطأ فادح يتعين تصحيحه، و مطالب الأساتذة مشروعة وستنتزع، لكن الركوب عليها من طرف المؤلفة جيوبهم، لن ينجح في تنويم المغاربة الذين سيشرعون مع نهاية السنة في دفع فاتورة تفكيك المقاص تنفيذا لتعليمات البنك الدولي،تحت غطاء الإصلاح .
من جهة أخرى فحديث “البوطا” يجعل كل من استمع للوزير المعجزة، السي بايتاس، وهو يتحدث عن “حقيقة الحكومة الإجتماعية” لا يطرح سؤالا عن مصداقية تصريحاته،بل عن “الصنطيحة” التي يتمتع بها، بعد أن أكدت المندوبية السامية أن البطالة لا زالت تزحف على مئات آلاف المغاربة، وأن عشرات الآلاف يدخلون نادي الفقر من أوسع أبوابه مع غلاء صار مثل بحيرة دون ضفاف.
الوزير المعجزة قال أن الحكومة ستدعم الفقراء اليوم، و ستنتبه للطبقة المتوسطة في السنوات المقبلة، وهو تصريح يكفي للتأكيد على أننا أمام أسوأ حكومة في تاريخ المغرب.
من حق المغاربة إذن يفقدوا ثقتهم في سياسيين يصنعون الوهم ويعيشون فيه، ويحاولون فوق ذلك إقناع الرأي العام باعتناقه.
يحدث ذلك عوض التحلي بخطاب واقعي قريب من الشارع وانتظاراته المتراكمة التي لم تعد تحتمل لا التأجيل، ولا الحلول الترقيعية التي دأبت عليها الحكومة رضوخا لاملاءات المقرضين الكبار كما يحصل في ملف الدعم.
لن نلوم الوزير المعجزة، فالرجل اتضح، وفي أكثر من مناسبة أنه كان “غير مقصر فالسياسة.. تا لقا راسو وزير” كما قال الحارس بونو.
وزير يجتهد فقط للحفاظ على لسانين، مادام العرف هو أن خطاب الحكومة عن المعجزات، ليس هو “تخراج العينين” الذي يميز الخطاب الحزبي.





تعليقات
0