اتهم محمد الغلوسي، رئيس الجمعية المغربية لحماية المال العام، الحكومة الحالية برئاسة عزيز أخنوش بأنها لم تعد تحظى بثقة الشعب، معتبراً أنها أصبحت جزءًا من المشكلة وليست جزءًا من الحل، وأن المواطنين، وخصوصًا الشباب، باتوا مقتنعين بأنها لا تمثلهم.
وفي تدوينة قوية اللهجة، انتقد الغلوسي بشدة ما وصفه بـ”الخطاب المنافق” لبعض المسؤولين، قائلاً:”غريب، المسؤولون عن الحالة التي وصلنا إليها، والمستفيدون من الفساد والإثراء غير المشروع وتضارب المصالح، هم أنفسهم من يقولون اليوم إن مطالب الشباب معقولة، ونحن مستعدون للتجاوب معها!”، مضيفاً أن هؤلاء المسؤولين “يتحدثون وكأن الأمر يتعلق باحتجاج نقابي بسيط، في حين أن الواقع يعكس رفضًا شعبيًا عميقًا لحكومة زواج السلطة بالمال”.
وأشار الغلوسي إلى أن الحكومة الحالية، برأيه، عمّقت الفساد والريع، واستغل رئيسها منصبه لخدمة مصالحه الشخصية، قائلاً إن بعض الوزراء “يتوفرون على شركات ومصالح تستفيد من النفوذ والسلطة لتنمو وتتمدد”.
وانتقد الغلوسي ما وصفه بـ”تناقض الخطاب الحكومي”، مذكّرًا بأن الحكومة كانت تتحدث إلى وقت قريب عن “حصيلة إيجابية وإنجازات غير مسبوقة”، وتؤكد أن الدولة الاجتماعية أصبحت واقعًا، قبل أن تعود في لحظة اختبار إلى الاعتراف بأنها أخفقت في أشياء كثيرة.
وكتب الغلوسي:”الشباب والشعب قد وصل إلى قناعة راسخة، أن هذه الحكومة لا تمثله ولا يمكن الوثوق فيها كمحاور ذي مصداقية”، معتبراً أن الأزمة ليست فقط أزمة دستور أو فصل معين، بل تتعلق بسياق عام وتطورات متسارعة تؤشر على “أن وقت المحاسبة قد حان”، على حد تعبيره.
وختم تدوينته بالقول إن على من كان سببًا في الأزمة أن “يدفع الفاتورة”، مؤكدًا أن المغاربة لم يعودوا يقبلون التلاعب بذكائهم، ولا الخطابات المزيفة التي تحاول تبرئة من كان في قلب دوائر القرار واستفاد من الأزمة بدل حلّها.
تعليقات
0