قال خالد الصمدي، كاتب الدولة السابق المكلف بالتعليم العالي والبحث العلمي، إننا، ونحن على بعد أسبوع من الدخول المدرسي، ما تزال جهات رسمية مصرة على تنظيم مهرجانات الانفلات الأخلاقي في عدد من المدن المغربية بترخيص وتمويل سخي واحتضان رسمي، ومنه في القنيطرة هذا الأسبوع.
واسترسل في تدوينة عبر فيسبوك، وذلك بما تعرضه أمام الحاضرين بكثافة من الأطفال القاصرين والشباب وصل إلى24 ألفا، ومعظمهم تلاميذ المؤسسات التعليمية من الكلام الساقط والنابي ومشاهد وحركات خادشة للحياء العام.
وتابع، فضلا عما يسود مثل هذه الأجواء من سكر علني واستهلاك للمخدرات وتحرش جنسي، فهل بمثل هذه الأجواء الكارثية تهيء المجالس المنتخبة وشركاؤها للدخول المدرسي والمهني والجامعي الجديد بتمويل الفساد الأخلاقي وتوفير أجوائه من فضاء وتجهيزات ولوجستيك وما يتبع ذلك من استنفار أمني وطبي؟ يتساءل الصمدي.
وشدد المسؤول الحكومي السابق أن الأمر كما يبدو لا يتعلق بشكل احتفالي شبابي عفوي، بقدر ما يبدو أنه مخطط إلهاء مدروس ومخطط له يروم نشر ثقافة الضياع والتضبيع في صفوف هذا الجيل بتمويل عمومي وتغطية إعلامية رسمية واسعة.
ونبه إلى أن هذه المجهودات لو رصدت للتحضير للدخول المدرسي بتهييء المؤسسات التعليمية والصحية والأمنية والمواصلات وغيرها، ولو وزعت المبالغ المالية التي رصدتها للمهرجانات والمهرجين على الأسر الفقيرة والضعيفة لشراء كسوة وأدوات وكتب الدخول المدرسي في هذه الظروف المادية الصعبة، لكفت ووفت وصانت على الأسر أخلاقها وأعراضها وأموالها.
وأردف، ولرفعت عنها الضيق والحرج، ولهيأت التلاميذ والتلميذات لدخول مدرسي سليم وسلس وآمن.
واعتبر الصمدي أن صور وفيديوهات هذه المهرجانات التي اكتسحت مواقع التواصل الاجتماعي، تُعتبر نذير شؤم وتعطي صورة عن انفلات أخلاقي ستجد صداه فور ختام المهرجان وبعده على المدى المتوسط والبعيد في الأسرة التي نحاول إصلاح مدونتها، والمدرسة التي نسعى إلى إصلاح منظومتها، والمستشفى الذي سيكثر زواره للعلاج من الإدمان والأمراض المستعصية، والجرائم المحالة على العدالة للقضاء فيها والسجون التي سيزدحم فيها نزلاؤها.
وخلص الصمدي إلى أن كل هذه الآثار الوخيمة تنذر بهذا الوعيد الاجتماعي الشديد، وتصرخ في وجوه الجميع قبل فوات الأوان.
الصمدي.. تفريخ المهرجانات على أبواب الدخول المدرسي مخطط مدروس





تعليقات
0