970*250
Media90|بروفايل

الركراكي..من الثقة الشعبية إلى شركات التواصل

IMG_8043
300*205

بعد أن دخل التاريخ من أوسع أبوابه بقيادته للمنتخب الوطني المغربي إلى نصف نهائي كأس العالم 2022، في إنجاز غير مسبوق قاريا وعربيا، يجد وليد الركراكي نفسه اليوم في قلب العاصفة، تحاصره الأسئلة، وتلاحقه الأزمات من كل اتجاه.

حين تولّى الركراكي المهمة خلفا للبوسني وحيد خاليلوزيتش، كان الظرف دقيقا والوقت قصيرا على بعد أشهر قليلة من مونديال قطر. لكنه نجح بسرعة في لعب دور المنقذ..

أعاد الانسجام إلى غرفة الملابس، استعاد لاعبين كانوا على خلاف مع الإدارة التقنية، مثل حكيم زياش ونصير مزراوي، وقاد “الأسود” نحو إنجاز تاريخي بصعودهم إلى المربع الذهبي، وكتابتهم لملحمة خالدة في ذاكرة المغاربة.

لكن بعد الإنجاز ، بدأت الشروخ تتسع.

من أزمة إلى أخرى

أولى علامات الانفجار ظهرت بعد المونديال، حين برزت أزمة خفية مع طبيب المنتخب عبد الرزاق هيفتي، وصلت إلى ردهات القضاء. السبب؟ تصريحات نُسبت للطبيب في حوار صحافي، تم تداول مقطع منه، لكن حوار هيفتي الكامل لم ير النور..

تصريحات أثارت غضب الركراكي وجعلت الملف يسلك مسارا قضائيا..

في كأس إفريقيا للأمم الأخيرة بكوت ديفوار، تفجّرت أزمة أخرى، هذه المرة مع لاعب منتخب الكونغو الديمقراطية ميمبا بعد مشادة لفظية على هامش اللقاء الذي جمع المنتخبين.

المشكل لم يكن عابرا، بل ترتب عنه غياب الركراكي عن دكة البدلاء في مباراة زامبيا ، قبل أن تُرفع عنه العقوبة لاحقا. وُضعت علامات استفهام كثيرة حول مدى تحكمه في أعصابه خلال اللحظات الحرجة.

الصحافة.. والمرآة المزعجة

العلاقة مع الصحافة لم تسلم هي الأخرى من التوتر. فمنذ فترة، اختار الركراكي الاصطدام رافضا النقد، ورافضا التمييز بين وسائل الإعلام ووسائل التواصل الاجتماعي، ومؤمنا أكثر بما يقدمه مستشاروه في شركات التواصل التي استعان بها لإدارة صورته الرقمية، والتي وجدت فيه دجاجة تبيض ذهبا..

تلك الشركات، وفق مصادر متطابقة، لعبت دور “الدفاع الافتراضي” عنه على مواقع التواصل، لكنها ساهمت في تغذية الانفصال بينه وبين المتابعين، وحتى بينه وبين الإعلام الوطني.

الأنا تتضخم.. والرسائل تتبعثر

من التصريحات التي أثارت الجدل مؤخراً، تمييزه بين “مغاربة الداخل” و”مغاربة الخارج” حين قال إن ما يقدمه المنتخب “يقنع الناس اللي فـ الخارج”، في تلميح أثار الاستياء .

كما أصبح الركراكي يركز أكثر على كواليس وإقناع اللاعبين، معتبرا أنه هو من أقنع دياز، بنصغير، وأخوماش بتمثيل المغرب، وهي تصريحات رأى فيها البعض محاولة لحصر الأمر في شخصه، مع العلم أن ذلك يتجاوز بكثير مدرب المنتخب الوطني..

المقلق أكثر، أن خطاب المدرب الوطني بات مشبعا في جلساته المُغلقة وحتى في لحظات الغضب بالحديث عن “الاتصالات من فوق”، وعن مدى اقترابه من أصحاب القرار، أكثر من حديثه عن الأداء والخطط التكتيكية وأوجه الخلل، وهو ما يضع علامات استفهام حول مستقبل المشروع الرياضي الذي انطلق ذات صيف في قطر، وسط آمال كبيرة وثقة عمياء.

خلاصة

وليد الركراكي، الذي هتف باسمه الشعب المغربي يجد نفسه اليوم أمام امتحان جديد..امتحان التواضع، والمسؤولية، والقدرة على إعادة التركيز نحو ما يهم فعلا..المنتخب الوطني.

التألق والتاريخ لا يُحفظ بالشعارات، بل بالثبات والإنصات وتصحيح المسار قبل أن يُفوت الركراكي على نفسه فرصة صناعة تاريخ جديد.

أضف تعليقك

1000 / 1000 (عدد الأحرف المتبقية)

‫من شروط النشر : عدم الإساءة للكاتب أو للأشخاص أو للمقدسات أو مهاجمة الأديان أو الذات الإلهية، والابتعاد عن التحريض العنصري والشتائم.

تعليقات

0
الآراء الواردة في التعليقات تعبر عن آراء أصحابها وليس عن رأي Media90