شهدت منظومة التربية الوطنية ارتفاعاً ملحوظاً في منسوب الاحتقان، خاصة في صفوف المتصرفين التربويين، نتيجة تكليفهم بمهام خارج اختصاصاتهم، أبرزها التدبير في جمعيات لا تتوافق مع التشريعات المعمول بها، بالإضافة إلى تعرضهم المستمر للمضايقات والتعسفات وسلب حقوقهم المهنية.
وفي هذا السياق، عقد المكتب الوطني لنقابة المتصرفين التربويين اجتماعه يوم الجمعة 7 نونبر 2025، بعد الاطلاع على مجموعة من التقارير والشكايات المرفوعة من المكاتب الإقليمية. وقد شملت هذه التقارير عدة حالات أبرزها: التأخر في الإعلان عن نتائج الحركة الانتقالية للنظار والحراس العامين ورؤساء الأشغال، وضعيات مديري مدارس وثانويات في الحاجب والناظور، واستدعاء مدير سابق للثانوية الإعدادية في تاونات للمثول أمام المجلس التأديبي في مسطرة وصفها المكتب بأنها شابتها اختلالات شكلية وقانونية.
وأكدت النقابة أن «جمعية دعم مدرسة النجاح» جمعية مدنية تتمتع بشخصية معنوية مستقلة وبذمة مالية منفصلة عن ميزانية المؤسسة التعليمية، وأن رئيس الجمعية يمارس مهامه في إطار انتخابي توافقي وليس بصفته الإدارية، مما يجعل مساءلته أمام المجلس التأديبي خرقاً لمبدأ استقلالية الإطار الجمعوي ومساساً بالقانون المنظم للجمعيات.
وشدد المكتب الوطني على أن تحميل المسؤولية الفردية للمدير في تدبير أموال الجمعية يتجاهل طبيعة العمل الجماعي داخل هذه الهيئات، وأن أي ملاحظات أو اختلالات مالية يجب أن تدرس وفق المساطر المدنية وليس عبر مساطر تأديبية إدارية تمس بسمعة الأطر التربوية.
وفي هذا الإطار، أعلنت النقابة عدة مطالب:
-
تضامنها المطلق مع المتصرفين التربويين في الحاجب والناظور وتاونات، والمطالبة برد الاعتبار لهم.
-
رفضها القاطع لتدبير المؤسسات التعليمية عبر الجمعيات المدنية.
-
إدانتها للإجراءات غير القانونية في حق المدير المستدعى أمام المجلس التأديبي، والمطالبة بإلغاء الاستدعاء فوراً.
-
دعوة الوزارة لفتح حوار جاد حول الإطار القانوني لتدبير المؤسسات التعليمية بالجمعيات المدنية.
-
الإفراج الفوري عن نتائج الحركة الانتقالية الخاصة بالحراس العامين والنظار ورؤساء الأشغال، ووضع حد للتأخر غير المبرر.
-
استمرار النقابة في برنامجها النضالي التصعيدي.
-
التلويح باتخاذ أشكال نضالية غير مسبوقة دفاعاً عن كرامة المتصرفين التربويين.
-
دعوة جميع المتصرفين والمتصرفات إلى رص الصفوف والاستمرار في تجسيد الأشكال النضالية المشروعة حتى تحقيق كامل الملف المطلبي.
وأكدت النقابة أن معركتها هي دفاع مستمر عن المدرسة العمومية، مشددة على أن “ما لا يأتي بالنضال يأتي بمزيد من النضال”، ومجددة موقفها كمنظمة وطنية ديمقراطية ومستقلة.





تعليقات
0