من المرتقب أن يشهد قطاع الطيران اضطرابات كبيرة ابتداءً من يوم 15 غشت الجاري، بعدما أعلنت النقابة الإسبانية “UGT” عن دخول موظفي شركة “Azul Handling”، التابعة لمجموعة “رايان إير”، في إضراب وطني احتجاجًا على ما وصفته بـ”تدهور مستمر في ظروف العمل”. هذا الإضراب، الذي يأتي في ذروة موسم العطل الصيفية، من المنتظر أن يؤثر بشكل مباشر على حركة الملاحة الجوية في عدد من المطارات الإسبانية، وعلى رأسها تلك التي تربط بين إسبانيا والمغرب.
وسيشمل الإضراب في بدايته أيام 15 و16 و17 غشت، مع تنظيم ثلاث فترات توقف عن العمل يوميًا، تمتد من الخامسة صباحًا إلى التاسعة، ومن منتصف النهار إلى الثالثة زوالًا، ثم من التاسعة ليلاً إلى منتصف الليل، وهي الفترات التي تشهد عادة ضغطًا كبيرًا على مستوى رحلات الطيران، ما يهدد بحدوث اضطرابات واسعة في خدمات حيوية مثل تسجيل المسافرين، والصعود إلى الطائرات، والتعامل مع الأمتعة.
ووفقًا لبيان النقابة، فإن الإضراب لن يكون ظرفيًا، بل سيتواصل بشكل متقطع حتى نهاية السنة الجارية، حيث سيُنفَّذ كل يوم أربعاء وجمعة وسبت وأحد، إلى غاية 31 دجنبر 2025. ويأتي هذا التصعيد في سياق رفض الشركة تثبيت ساعات العمل للموظفين بعقود دائمة بدوام جزئي، إلى جانب ما تصفه النقابة بممارسات الضغط لدفع العاملين إلى أداء ساعات إضافية تحت التهديد بالعقوبات، في ظل غياب مناصب شغل مستقرة وعدم احترام الاتفاقيات القطاعية المتعلقة بالضمانات والمكافآت.
وفي ظل هذه المعطيات، تتجه الأنظار إلى مطارات إسبانيا والمغرب، حيث يُتوقع أن تكون تداعيات الإضراب ملموسة على مستوى مواعيد الرحلات وجودة الخدمات المقدمة للمسافرين، خاصة في وقت يتزامن مع العودة المكثفة لأفراد الجالية المغربية المقيمة بالخارج، واستمرار الحركة النشطة للسفر بين الضفتين. ويرجح مراقبون أن تلجأ شركات الطيران إلى تعديل برامجها، أو إلغاء بعض الرحلات، لتقليل الخسائر المحتملة، وهو ما سيضع آلاف المسافرين في مواجهة التأخير، وربما الإرباك الكامل لمخططات سفرهم.
في ظل هذا الوضع، يبقى السؤال المطروح هو مدى قدرة إدارة “رايان إير” على احتواء الأزمة قبل أن تتفاقم، خاصة وأنها ليست المرة الأولى التي تواجه فيها الشركة احتجاجات من هذا النوع بسبب ظروف العمل، سواء في إسبانيا أو في دول أوروبية أخرى.
تعليقات
0